حقيقة الكتاب المقدس


تولى رئاسة التحرير جان شورر راعي كاتدرائية بجنيف

إدعت الكنيسة الكاثوليكية رسمياً في الإحتفال الديني المنعقد بتاريخ 18 نوفمبر 1965 مُتهمة الوحي الإلهي بقولها : إن الكتاب المقدس قد أوحي به الله (أي ترجع أصوله إلى الله) وإن كل جزء فيه مقدس وقانوني [أي تعتراف الكنيسة بقدسيته] ، "وقد كتبت كل أجزائه بوحى من الروح القدس " . لذلك فإن الكتاب المقدس صالح للتعليم " بكل تأكيد وأمانة ولا يحتوي على (أدنى) خطأ " .

ويَعْـلم ويُعلَّم هذا عن الكتاب المقدس 550 مليون كاثوليكي، وهو تعصب ديني تشتهر به هذه الكنيسة، ومما يزيد الأسف أن هؤلاء الذين ألفوا هذا الدستور وقرروه ويعلمونه للشعب ، كلهم دون استثناء يعلمون جيداً المحتوى الحقيقي للكتاب المقدس الأمر الذى سيتضح بعد ذلك .

ويُعد الشك في قدسية هذا الكتاب (المقدس) وأنه نزل كله بوحي إلهي صحيح وأنه يخلوا تماماً من أى خطأ ذنباً من الذنوب التي تستوجب عقوبة الإعدام في عُرف القائمين على شئون المذهب الكاثوليكي .

والأمر يختلف في البروتستانتية الكنسية بصورة ليست بكبيرة ، وسـيتضح فيما بعد أن علم اللاهوت عند البروتسـتانت يتمتع بحرية كـبيرة بشكل عام ، حيث يصرح السواد الأعظم من علمـاء اللاهوت وقساوسته ويؤكدون أن الكتاب المقدس بكل تأكيد من تأليف البشـر كما يحتوي على كثير من الأخطاء والتناقضات ونقاط الضعف . على الأخص إذا ما حاورتهم كقارئ ومُطّلع أو إذا ضيقت الخناق عليهم - وهذا ضروري للحصول على تصريح أمين .

أما على الصعيد الرسمي وخاصة على المنابر وأمام الشعب في الكنيسة وفي المحاضرات الرسمية يتظاهر الكل تقريباً، وخاصة الجيل الأقدم، كما لو كان هذا الكتاب ليس كتاباً بشرياً، وكما لو كانت كل كلمة فيه من وحي الله، وهو نفس ماأعلنته الكنيسة الكاثوليكية في الإحتفال السابق ذكره وتنادى به حتى اليوم .

وقد تم عرض ملحق علمي لطبعة تسفنجلي الحديثة من الكتاب المقدس، ولم يسمح له بالنشر، إلا أنه بعد (30) عاماً من ظهور هذه الطبعة سألت عن عدم طباعة هذا الملحق مع الكتاب المقدس، وجائتني الإجابة بأن ذلك سيفقد الشعب [ النصراني ] إيمانه بالكتاب المقدس إذا ما علم بكل محتوى ذلك الملحق، كما أخبرني أحد أساتذة اللاهوت قائلاً : أليس من الذكاء سلب الشعب [ النصراني ] هذا الإيمان الساذج بالكتاب المقدس ، إذا كان هذا بالطبع سيسره ؟

لذلك يدور تقريباً كل القساوسة في الكنيسة بطريقة ما حول حقيقة الكتاب المقدس بإعطاء أنصاف إجابات، وإجابات أخرى تحمل أكثر من معني، كما اعتادوا استخدام لفظ " كلمة الله " بصورة كبيرة، عسى أن يتمكنوا بذلك من إبقاء الشعب [ النصراني ] أسير هذا الإيمان - الساذج - السابق ذكره - بالكتاب المقدس .

يقول Schmidt W. صفحة 33 " إن نتائج فحص الكتاب المقدس (علم الكتاب المقدس) لم يخرج ( لليوم ) عن منصة الخطابة أو المنبر، ولا عن قاعات المحاضرات الدينية والمحاضرات التعليمية [البروتستانتية] ، الأمر الذي يحزن عدد لا يحصى من القساوسة حزناً عميقاً."
ويؤكد القس شورر: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."

ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.

وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .

كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".

هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .

وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "

ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "

وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغي على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .

ونحن نفهم هذه المراوغة بصورة لا تقل عن إقتناعنا الراسخ بأن الكنيسة لن تُضار مطلقاً عند إعلان حقيقة الكتاب المقدس على الشعب [ النصراني ] ، بل إنها سترفع إيمان [الشعب بها] بصورة أكبر . وكذلك لن يفقد الكتاب المقدس شيئاً من قيمته ، بل على النقيض من ذلك فإن هذا سوف يزيد من أهميته بصورة قُصوى .

وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [ أي يطالبها باللعب على المكشوف ] ( صفحة 52 من كتابه " مناقشة "، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم هو منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .

وعلى أية حال فإنه يُعزى إلى القساوسة أن جزأً كبيراً من شعب الكنيسة لا يريد سماع آية نقد يتعرض للكتاب المقدس ، وإلا فسوف تُفهم بنية سيئة تجاه القسيس إذا ما أشكل هذا على فهمهم ، وفي الحقيقة إن ما يثيره هذا الإشكال هو ( ولا يعد هذا نقطة إيجابية للتطور الفكري ) أحد نتائج التربية الكنسية لشعب الكنيسة التي ترجع إلى مئات السنين التي سببها التفكير غير الحر ، والإيمان المطلق بسلطة الكنيسة الذي لابد وأن يستمر مااستمر الدهر .

والمقتطفات الآتية تبين ما يدور حول حقيقة الكتاب المقدس :

وحتى لا يحدث سوء فهم فإني أؤكد مرة أخرى أن مُؤَلِّفي الكتاب المقدس لم يعتبروه فقط مصدراً من مصادر التاريخ الديني أو أحد موضوعات البحث، أو عملاً أدبياً مشوقاً ، بل أيضاً وحيا تبث نبضاته الأفكار والمعلومات العليا السامية. وأيضاً مصدر للنبضات التي لا يمكن أن يقدرها بشر. إلا أنه على الرغم من كل نقائصه فإنه كان ومازال يمثل " الدعامة " لعدد لا يحصى من البشر ، كما يمثل المنبع الحي للمواساة والقوة والسعادة لكل مواقف الحياة وخصوصاً في الأوقات الحرجة وأوقات الأزمات .

وإذا كان غاندي قد قال : " لقد كانت الجيتا تُعد لي دائماً بمثابة مصدر المواساة ، وعندما لم أكن أرى أشعة النور كنت أفتح الجيتا وأجد دائماً آية تهديني سواء السبيل ، وإذا لم تترك الأحوال المتغيرة للقدر أية أثر ، فإني أُرجع ذلك إلى التعاليم السامية التي تتمتع بها الجيتا . " وكذلك يحكم النصارى أيضاً على الكتاب المقدس .

ومع هذا التقدير الكبير الذي يكنه مؤمنوا الكتاب المقدس نجد أنفسنا غير مرتبطين بهم بالمفهوم التقليدي الذى يسود المجتمع السليم . وهنا فقط نفكر في جوته وهليني وغاندي وأينشتاين وبلانك والكثير غيرهم من الشخصيات المرموقة الأخرى .

ووجهة نظرنا هي أن الكتاب المقدس مليء دون شك بالنبضات الإلهية والحقائق الكبرى، ولكنه أيضاً كتاب بشري يحتوي على ما لا يُحصى من النقص بكل أشكاله .

ومن الواضح أن الدوائر الكنسية والكنيسة الكاثوليكية يدافعون بيأس ضد الإعتراف الرسمي بنتائج الكتاب المقدس ، حيث إنهم يقعون تحت ضغط يمكنه إطباق الدنيا عليهم، حيث يصورونه بشكل مختلف يُسوِّل لهم أنهم بإعترافهم هذا سوف يقطعون فرع الشجرة الذي يجلسون عليه، وهذا هو الإنخداع الكبير بعينه، حيث إن نقد الكتاب المقدس لا يمكنه تغيير المفهوم الداخلي والمحتوى العميق له بصورة أساسية ويجعلها مثاراً للتساؤل ، بل على العكس من ذلك فإن السعادة بالثروة التي يحتويها الكتاب المقدس سوف تصبح فقط أنقى وأكبر إذا ما تم التوصل إلى أن الإعتراف الصريح لنتائج فحص الكتاب المقدس لن تضر إنسان أو تقلل من شأن الكتاب نفسه ، وعندئذ يكون المرء قد تحرر من تأثير القلق الداخلي الواقع عليه بل والخوف المتزايد من أن تصبح نتائج فحص ونقد الكتاب المقدس حقيقة .

 

أ - نص الكتاب المقدس

1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.

2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب ( كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .

3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !

وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .

4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .

5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .

6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .

ونود هنا أن نذكر مثالاً لذلك ، وهو مذكور في لوقا 2 : 14 ( حيث لا يتسع المقام هنا لذكر كل الإختلافات ) :

المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا

والإختلاف الجوهري هنا ليس في إستخدام حرف الجر في أو (بـ) ولكنه في كون أيودوكيا مضافاً إليه أم مبتدأ [مُأخر مرفوع] ، فإذا ما كانت مرفوعه فلا بد أن يكون هذا من أفكار بولس ، أما إن كانت مكسورة [ أي مضافاً إليه كما في المثالين الأول والثانى ] فسوف يطابق هذا تعاليم يسوع تماماً والتي تقضي بأن السلام الداخلي يتعلق بالنية الحسنة للإنسان [1]، كما أنه يناقض تعاليم بولس القائلة : إن السلام غير مرتبط به ولكنه يرتبط فقط برضاء الله . ومن هنا قرر لوثر إختيارها مرفوعة لتناسب الرحمة الإلهية ، لذلك لم نقم نحن [الكلام للمؤلف] بترجمة كلمة إيودوكيا حيث أنه هناك إختلاف في ترجمتها ، فقد ترجمها لوثر بـ "الرضى" أما نحن فنفضل ترجمتها بـ " نقاء النفس " .

إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).

ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص " يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة ! " ، ( صفحة 577 ) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).

وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).

وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .

7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .

ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .

وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.

وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء ( التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .

لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .

يقول أستاذ اللاهوت إيتلبرت شتاوفر في كتابه "رســالة" صفحة 84 فيما يتعلق بجزء محدد من الكتاب المقدس : " إن من يدرس القصة المتواترة المثيرة التي يسردها إنجيل يوحنا (8: 1-11) عن الخائنة، فإنه يتأكد من تكتم هؤلاء الرجال المسئولين عن الدوائر المختصة أو الجهات الكنسية لبعض تواترات يسوع المؤكدة (وهذا ما حدث بكل تأكيد؟)، فقد كانت الكنيسة تتمتع بمركزها القوي التي تحتاج إليه، ولم تستطع (آنذاك تماما مثل اليوم) أن تتخيل أن يسوع الناصرى كان لديه مركزاً آخر. أترى .. هل قال يسوع ...؟ (فهل يمكن لإنسان يفكر تفكيراً تاريخياً أن يوجه اللوم الي الكنيسه؟) ولكن هذا قد حدث يوم أن فرضت الرقابة المسيحية نفسها في بداية التاريخ الكنسي، ومن المحتمل أن تظل أيضا كلمات يسوع التي لاتؤيدها الكنيسة مفقودة إلي الأبد، أما ما تبقّي فقد نقحه أناس نزولاً علي إرادة السلطة الحاكمة بالزيادة أو النقصان، لذلك تدل فقرات الزنى عند إنجيل متى في الإصحاحين الخامس والتاسع عشر، ويدل الموقف المعاد للمرأة في إنجيل لوقاعلى كيفية تقدم علماء الأخلاق الصغار تقدما مدروساً في توسيع كلمات يسوع القديمة. وبالإختصار : فإن المسيحية المبكرة لم تلغ دون مبالاة مشكلة تقليدية مثل ما حدث في كلمات يسوع المتواترة عن الرجل والمرأة " .

وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .

وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة ( وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو " التحسينات " ذات النية الحسنة ... وهكذا ) .

ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [ الأربعة ] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .

كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد ( إنظر هولتسمان صفحة 28 ) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " . وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .

ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [ المسيحية ] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .

أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة ( ! ) لأسباب عقائدية ( صفحة 229 وأيضاً 234 ) .

وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .

وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : " إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ) .

ويقول هولتسمان : " لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .

كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .

ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .

وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .

وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة ( صفحة 235 ) .

أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها " تحريفات تمت عن علم " وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) " النيّة الحسنة " وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: " إن هذا يُعد تحريفا رسمياً " (صفحة 54).

والموضوع هنا لا يتعرض لإدانة أو تبرئة ولكنه يعالج واقعية وجود تحريف. وعلى كل حال فقد تم إخراج هذه التحريفات العديدة التي سبق ذكرها من بين الأقواس حيث تم معالجة النص المعنيّ بحسن نية للقيام بتحسينات وتصحيحات أخلت بالنص أساساً لأسباب عقائدية وكانت أحياناً أخرى بدافع من حسن النية .

وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواقع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.

وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق ).

لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233) .

وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر [ مثل مرقس 16 : 9 - 20 ] .

ويتابع كنيرم قائلاً : " إن أقوال يســوع تبعاً لإنجيل يوحنا مختلفة إلى حد كبير " (صفحة 37)، وهذا لا يُشَكُ فيه البتة حيث إن الكتاب الذي نعنيه طبع في دار النشر "جوتهلف" [ أي دار نشر مسيحية ] ، ونؤكد مرة أخرى أن كل المؤلفين المذكورين ( باستثناء ديلتسش) كانوا لاهوتي الكنيسة أو لايزالون .

والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه المقولة نذكر الآتي : يُجمع علماء اللاهوت اليوم على أن أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس لم يكتبها المؤلفون الذين يُعزى إليهم أسماء هذه الكتب .

لذلك يُعقد الإجماع اليوم على أنه :

أ - لم تكتب كتب موسى [ وهي الخمسة كتب الأولى من الكتاب المقدس وهي : التكوين والخروج واللاويّين وعدد وثنية ] بواسطته على الرغم من أن " موسى " يتكلم إلى حد ما بضمير المتكلم ( قارن على سبيل المثال تثنية 10 - 5 ، وكنيرم صفحة 37 ) .

 ب - كذلك يطلق كثيراً في الكتاب المقدس على الزبور " زبور داود " والتي لا يمكن أن يكون داود هو قائلها ( كنيرم صفحة 37 ) .

جـ - كذلك لا ينبغى أن تُنسب أقوال " سليمان " إليه ( كنيرم صفحة 37 ) .

د - ومن المسلم به أيضاً أن جزءاً [ بسيطاً ] فقط من كتاب اليسع يمكن أن ينسب إليه (كنيرم صفحة 37 ) .

هـ - وكذلك يبدوأن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري ( شميث صفحة 43 ) .

و - كذلك لم يكتب القديس بطرس الخطابات التي نسبت إليه لإعلاء مكانتها .

ز -ويمكن أن يقال نفس الشيء علىخطاب يهوذا وعلىخطابات بولس الوهمية المختلفة (شميث صفحة 42) .

وهذا الواقع يكفي لإثبات التحريفات الكبيرة البينة والمتعمدة ( وأيضاً الشخصية ) التي لحقت بالنصوص والتي لا يمكن لإنسان عاقل أن يدعي أن الله - تبعاً للتعاليم الكاثوليكية هو مؤلف كل أجزاء هذا الكتاب المقدس - قد أوحي بكل هذه التحريفات إلى كاتبيها، أو يدعي أنه لم يعرفها أفضل من ذلك .

 

ب - القــانون

قانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذ لك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و " كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .

هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .

فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -

أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً .

أن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه ( ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،

وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ، وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة [ النصرانية ] ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ،  وأنه في حوالي عام ( 200 ) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة ، وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من ( 200 ) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم، وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ، وأنه لم يُتطلع إلى الروح [ القدس ] الذي يُعزى إليه إنتقاء الكتب القائمة بصورة أقل من مراعاتها التناقضات السطحية التي تقضي بأن لا يحتوي كتاب ما على أشياء لا تقبلها الطائفة التي تتمتع بالأغلبية ( مع إحتمال أن يكون هذا الكتاب ذا محتوى جيد بإستثناء ذلك ) .

كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هاشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .
ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .

وهناك الكثير الذي يمكن أن يقال عن نص "الكتاب المقدس" .

وبالطبع فإن هناك من يتساءل : كيف استطاع محتوي الكتاب المقدس الساذج - كما هو مألوف لدينا -أن يحيا لليوم على الرغم من الذكاء المتوافر لهذه الشعوب ، وكذلك على الرغم من وجود علم نقد الكتاب المقدس في الخفاء ، ويكاد لم يتساءل أحد يُشــهد له بالذكاء عما إذا كان المحتوى الساذج للكتاب المقدس صحيحاً أم لا .

فشعبنا يؤمن بشكل إجمالي لليوم ( حتى ولو كان غير مؤكد أو غير ظاهر ) أن الكتاب كان منذ بدايته في نفس الصورة التي أمامه اليوم ، ويكاد لا يعرف أنه قد تكون نتيجة تطور إستغرق وقتاً طويلاً قام خلاله عدد لا يحصى من العلماء وأنصاف العلماء بتجميعه بإختيار كان غالباً ما يتم بشكل تعسفيّ من كتب ونصوص لا تحصى.                                                                                                                                                                

 

ج - كتاب لا وحدة له

وهنا يجب علينا أن نؤكد باقتضاب أن الكتاب المقدس لا يُعد كتاباً واحداً كما يدل اسمه (بـيـبـل = كتاب) خصوصاً وإنه لم يؤلفه كاتب واحد (لا الله ولا أحد مؤرخي سير القديسين)، بل هو مجموعة مختلفة تماماً من الكتب كتبها مؤلفون مختلفون تماماً وفي أزمنة وحضارات متباعدة عن بعضها البعض .
ويظهر هذا أيضاً في الإختلافات الضخمة في كل الجوانب على الأخص في الجانب الأخلاقي والدنيوي، فهو كتاب ليس له وحدة [مفهوم مترابطة]، وهذا أيضاً هو السبب الذي يُمكِّن المرء من تعليل كل مفهوم من مفاهيم الكتاب المقدس، حيث إنه يحتوي على شيء من كل شيء .

لذلك يشَّبه البروفسور شورر "الكتاب المقدس" بصورة بالكاتدرائية القديمة ذات المظهر العظيم، التي إشترك في بنائها أجيال كثيرة، وهي كذلك عنده أشبه بقطعة فنية رائعة، ولكنها على الرغم من ذلك بشرية الصنع (صفحة 112) .



د - التناقضات الواقعية والتاريخية في الكتاب المقدس

مما يذكر أولاً ومما يجب علينا دائماً أبداً التنبيه عليه أن الناس يقيِّمون الكتاب المقدس من ترجمته ( الألمانية على سبيل المثال ) .

الأمر الذي لا يثير أية أهمية حيث إن التراجم لا تعكس أبداً الصورة الصحيحة لحالة النص الأصلي ، ولأنها تراجم فلابد أنها تحتوي على قرارات كثيرة تمت بصورة إجبارية قد تكون خاطئة ، وهي في الغالب كذلك ، يضاف إلى ذلك أن كل التراجم تم صبغها بصورة ما غير منزهة عن الغرض ، وغالباً ما نجدها بدون أسماء المترجمين الذين قاموا بعملية الترجمة هذه، تماماً مثل المخطوطات القديمة ، وقد تم هذا بالطبع بنية توصف بأنها أحسن ما تكون في أغلب الحالات .

لذلك يجب الرجوع إلى " النص الأصلي " إذا ما كنا نريد تقييم الكتاب المقدس بصورة جديّة ، وعندما يذكر المؤلف على سبيل المثال تناقضات داخل الكتاب المقدس ، فهو يقصد دائماً أينما تستدعي الضرورة ذلك " النص الأصلي " أي النص العبري في حالة العهد القديم والنص اليوناني في حالة العهد الجديد، ويتوقف عند النقاط الأساسية الناقدة للنص، وما عدا ذلك فهو غير علمي وليس أهلاً للثقة .

ولو كان الكتاب المقدس كلمة الله كما يدعي أصحاب نظرية الوحي المطلق ، لما احتوى على تناقض واحد ، ولما احتوى أيضاً على أحد التناقضات الواقعية ، وبالطبع لا يمكن إفتراض أن الله نفسه قد وقع في هذا الخطأ أو أنه لم يعرف ما أوحي به بعد مرور فترة زمنية ما ، وكذلك أيضاً لا يمكن إفتراض أنه أوحي للمؤلف أحد الكتب الإنجيلية وصفاً لحدث أو واقعة ما ثم أوحي لمؤلف آخر غير ذلك .

وعلى ذلك .. فإن الكتاب المقدس يفيض بعدد كبيرجداً من المتناقضات الواضحة ، نذكر هنا البعض القليل منها ، فمن المبالغ فيه أن نستفيض في هذا الموضوع لأنه يكفي ذكر خطأ أو تناقض واحد لتفنيد نظرية الوحي المطلق للكتاب المقدس .



أ - في العهد القديم

1 - تبعاً لسفر التكوين ( 1 : 20 - 27 ) فقد خلق الله النباتات والحيوانات أولاً ثم خلق الإنسان بعد ذلك ، إلا أن سفر التكوين ( 2 : 7 ، 19 ) يرى أن الله قد خلق الإنسان أولاً ثم خلق الأشجار والحيوانات . وهنا يجب التنويه إلى أن هذا الخطأ يعرفه علماء اللاهوت منذ زمن ، ومن المسلم به أيضاً أن سفر التكوين يسرد قصتين للخلق يختلفان عن بعضهما في بعض النقاط ، وهذا يوضح أن المؤلف الإنجيلي كان لديه نموذجان لهذه القصة رأى فيهما ما هو جدير بالذكر [قارن شورر صفحة (126)، شميث صفحة (55) وما بعدها] .

2 - وكثيرون يجدون في سفر التكوين ( 1 : 29 ) تناقضات ، حيث قال فيه الله للبشر : " إن النباتات طعامكم إذا ما قارناه بما جاء في سفر التكوين ( 9 : 3 ) حيث أضاف النص كلمة اللحم أيضاً .

3 - من الملاحظ عند القراءة الجيدة لتاريخ ألواح الناموس أن نفس اللوح الذي قيل أن الله قد كتبه تجده في قصة أخرى أن موسى هو الذي كتبه [قارن سفر الخروج ( 34 : 27 ) في مقابل سفر الخروج ( 34 : 1 ) وسفر التثنية ( 10 : 2 - 5 ) .

4 - تبعاً لسفر الخروج ( 6 : 2 ) قد أخبر الله نبيه إبراهيم أن اسمه ليس " يهوه " إلا أنه عاد وأكد له تبعاً لسفر التكوين ( 22 : 14 ) أن اسمه " يهوه " .

5 - تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور ( العدد 20 : 28 وأيضاً 33 : 38 ) والآخر في موسير ( التثنية 10 " 6 ) .

6 - نبي الله داود هو الأبن الثامن لليسع تبعاً لسفر صموئيل الأول ( 16:10-13 ) إلا أن الإبن السابع له تبعاً لسفر أخبار الأيام الأولى ( 2:13-15 )

7 - تبعاً للنص القديم العبري في سفر أخبار الأيام الثاني ( 21:19 ، 22:2 ) كان الأب الملك يورام عند موته أصغر من إبنه الأصغر بمقدار سنتين .
إلا أن معظم مترجمي ( الكتاب المقدس ) يتكتمون هذا التناقض بلا حياء ، حيث قاموا بإبدال الـ 42 إلى 22 ضاربين بكل قواعد فحص النص المقدس عرض الحائط دون وضع أية إشارة إلى هذا التغــيير الجريء ( حتى الكتاب المقدس طبعة زيورخ الجريء -الطبعة الحديثة- لم يعتبر مثل هذا الشيء من الأهمية بمكان ، بينما لم يقم الكتاب المقدس الأكثر قدماً بهذا الإصلاح ) .

8 - تبعاً لسفر إشعياء (26 : 14) لن يبعث الموتى ولن يُنشروا، وتبعاً للعديد من المواضع الأخرى بالعهد الجديد (وهي ترجع إلى ديانة زرادشت) فإن الموتى سيبعثون في "اليوم الآخر".

9 - ومن التناقضات الغريبة حقاً هو وجود الكثير من التعليمات التي تملأ التوراة بشأن الذبح والمحرقة ( على الأخص في سفر اللاوبين ) بينما يصرح سفر إرمياء ( 7:22-23 ) أن الله لم يأمر قط بتقديم ذبائح أو محارق ! [ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً : إسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في الطريق الذي أوصيتكم به ليحسن إليكم ] .

10 - تبعاً لسفر حزقيال ( 18 : 20 ) لا يحمل الأبناء من ذنوب الآباء ، وتبعاً لسفر الخروج ( 20 : 5 ) ينتقم الله من الأبناء حتى الجيل الثالث والرابع من ذنوب الآباء . [ وفي سفر التثنية يظهر مرة أخرى أن الأبناء لا تحمل من إثم الآباء ولا الآباء من ذنوب أبنائهم شيئاً - تثنية 24 : 16 وهي تناقض ما جاء في السفر نفسه 5 : 9 ]

 

ب - في العهد الجديد

1 - يصف شميث ( صفحة 90 ) سلسلتيْ نسب يســوع تبعاً لما جاء في متى ( 1 : 1 -17) ولما جاء في لوقا ( 3 : 23 - 38 ) أنهما ببساطة نسبان مختلفان . كذلك يرى غير رجال الدين استحالة تطابقهما ، فعند متى نجد ( 41 ) جيلاً بينما نجد عند لوقا ( 56 ) ، كذلك كان يســوع من نسل سليمان أحد أبناء داود [ متى 1 : 6 ] بينما نجده [ عند لوقا 3 : 13 ] أنه من نسل داود عن طريق إبن ناثان ، ولا يمكن أن يكون كلاهما جدا يســوع في نفس الوقت ، كذلك لا يتفق اسم أبي يوسف في النسبين ، ففي أحدهما يدعى هالي [ لوقا 3 : 23 ] وعند الآخر يدعى يعقوب [ متى 1 : 16 ] .

2 - وبين قصة إخبار الملاك لمريم أن يســوع سيكون المسيّا [المسيح الرئيسي أو النبي المنتظر الذي بشرت بقدومه كل الكتب] وأنه سيولد من الروح القدس وبين موقفها المعادي بعد ذلك لعيسى ( لوقا 2 : 50 ) تناقض لا يمكن إيجاد حل له ( براون صفحة 285 ) .
والجدير بالذكر أن قصة عيد الميلاد لم يعد ينظر إليها اليوم أي من علماء اللاهوت النقاد على أنها حقيقة تاريخية ، بل يعتبرونها أسطورة ( ذات مغزى ) ، كذلك لا يمكن التوافق بين مضمون إنجيل متى القائل أن والدي عيسى قد سكنا بيت لحم وبعد رجوعهما من مصر قد اتخذوا من الناصرة مقراً لسكنهم ، بينما اتخذا منذ البدء عند لوقا مدينة الناصرة ( قارن براون صفحة 284 وما بعدها وشميث صفحة 69 ) .

3 - تبعاً لمتى ( 1 : 23 ) كان ينبغي أن يسمى يســوع بأمر الله "عمانويل " إلا أنه على الرغم من ذلك سمَّى يســوع.

4 - تبعاً للأمر المذكور عن يســوع بشأن التعميد في متى ( 28 : 19 ) ينبغي أن يُعُّمد الناس بإسم الآب والإبن والروح القدس ، وقد كانت قبل ذلك بقليل [ عند لوقا 24:47 ] وبعد ذلك في أعمال الرسل [ 2 : 38 ] أن يُعُّمد الناس بإسم يســوع.
( ومن الجدير بالذكر أن كل العلماء الجادين - الذين هم في إزدياد دائم - يقولون إن أمر التعميد هذا هو من إختراعات الكنيسة ) .

5 - يرى إنجيل يوحنا ( 1 : 18 ) أن الله لم يره أحد قط إلا أن سفر التكوين ( 33 : 11 ) يرى أن موسى تكلم مع الله وجهاً لوجه.

6 - كذلك يرى إنجيل يوحنا ( 3 : 13 ) أنه لم يصعد أحد قط إلى السماء إلا يســوع إلا أن سفر الملوك الثاني ( 2 : 11 ) يرى أن إلياء قد صعد حياً إلى السماء .

7 - وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 5) فقد ظهر يســوع للإثنى عشر [بعد نشوره ] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك إثنى عشر [حيث انتحر أحد الإثنى عشر قبل صلب يســوع (؟)] (ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم) [وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس] . وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك ، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس .

8 - أُعِدَّالعشاء [ الأخير ] عند الإنجيليين (مرقس 14: 12، ولوقا 22: 7، ومتى 26 : 17) يوم 14 نيسان الموافق الجمعة ، بينما كان عند يوحنا يوم الخميس الموافق 13 نيسان (يوحنا 13:1 وما بعدها، 29:13 ، 28:18 ، 14:16 ، 31:19 ) .

9 - يبحث علماء الكتاب المقدس منذ زمن بعيد دون جدوى عن حل للتناقض البيَّن القائم بين الأناجيل الثلاثة المتشابهة بشأن موت يســوع يوم السبت الموافق 15 نيسان ( مرقس 12:14 و 1:15 ، ومتى 17:26 و 1:27 وأيضاً لوقا 7:22 و 26:22 ) وبين إنجيل يوحنا الذي يؤكد أن يسوع قد مات يوم الجمعة الموافق 14 نيسان ( يوحنا 1:13، 14:19 ، 31:19 ) ، وهذا لا يتفق على الإطلاق مع مفهوم الوحي المطلق للكتاب ، كما أنهم لم يتفقوا على ساعة موته .
من التناقض الظاهر أيضاً في الكتاب المقدس لغير رجل الدين أن عيسى كان ما يزال يقف أمام بيلاطس أثناء التحقيق معه والنطق بالحكم وكانت الساعة آنذاك حوالي الثانية عشر ( الساعة السادسة ) تبعاً لإنجيل يوحنا ( 19 : 14 ) ، إلا أنه تبعاً لرواية مرقس (25:15) قد صلب حوالي الساعة التاسعة .

10- كانت آخر كلمة نطق بها يســوع عند لوقا [ 23 : 46 ] هي : " أبي في يديك ... [أستودع روحي] " ، بينما كانت عند يوحنا [ 19 : 30 ] : " لقد أُكْمِل " .

11 -
أيضاً من التناقضات المختلفة في روايات الفصح نذكر الآتي :

أ - قال يســوع للنساء اللاتي ظهر لهن أولاً عند مرقس (16 : 7) إنه سيسبق التلاميذ إلى الجليل وسيظهر لهم هناك ، وهذا يعني أنهم عليهم الإسراع إلى هناك ، لو كان أحد قد أخبرهم بهذا ، إلا أنه ظهر للتلاميذ قبل ذلك في أورشليم وحَوْلها تبعاً للوقا (13:24) .

ب - أما النساء فقد رأين عند القبر ملكاً عند متى (28 : 2)، (وقد كان شاباً عند مرقس (5:16) وهذا لا يعد بالضرورة تناقضاً ) إلا إنهن قد رأين عند لوقا (4:24) رجلين [وعند يوحنا (12:20) ملكين] .

جـ - صعد يســوع إلى السماء عند لوقا ( 24 : 50 وما بعدها ) في أيام الفصح وكان مكان صعوده بالقرب من بيت عنيا ، وتبعاً لأعمال الرسل (1 : 3 وما بعدها) فقد صعد إلى السماء بعد ( 40 ) يوماً وكان آنذاك على جبل الزيتون .

12- من التناقضات المختلفة لسفر " أعمال الرسل " مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل ( 9 ) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية ( 1 : 18 ) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات .

وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 : 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما " .
ويضيف أيضاً قائلاً : [ " إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [ فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يســوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه " ] وبين غلاطية ( 1 : 22 ) [" ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله فيّ"] (ص60).

كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يســوع ( أعمال الرسل 1:22-16 ،9:26-18 ) راجع أيضاً المراجع السابقة لــ " كونتسلمان "

 

هـ - التناقضات الأخلاقية في الكتاب المقدس

تتمتع التناقضات الأخلاقية في الكتاب المقدس بشهرة أكبر، وهي ليست فقط بين العهدين القديم والجديد فقط بل أيضاً داخل كل منهما ، وسنذكر هنا أيضاً بعضاً منها :

1 - منها التعصب الوحشي لمن يدين بديانة أخرى كما في سفر التثنية (18 : 28 وما بعدها إلى 13 : 19 ) [ يقصد ( 3 : 15 -16 ) : " فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها ( أي تقتلها ) بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة ... ] أو تثنية (16 : 21 إلى 17 : 7) بمقارنته على سبيل المثال بلوقا (9 : 55) [وفهما يقول: "فلما رأى هذا تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا : يا رب أتريد أن تقول أن ننزل نار من السماء فنفنيهم كما فعل إليا أيضاً ، فالْـتفَـتَ وانتهرهم وقال ... لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك الأنفس بل ليخلِّصها "].
فكثيرأً ما يؤكد الكتاب المقدس على رحمة الله ، إلا أنه على الرغم من ذلك يذكر أوامر وتعليمات صارخة القسوة ، منعدمة الرحمة [ مثال ذلك ما يذكره لوقا قائلاً : " أما أعدائي الذين لم يريدوا أُمَلَّكَ عليهم فأتوا بهم إلى هنا وذْبَحوهم قُدامي "

2 -ومنها ما يذكر في سفر صموئيل الأول ( 15 : 33 ) [ القائل : " كما أثكل سيفك النساء كذلك تُثكل أمك بين النساء ... " ] إذا ما قورن بقول لوقا ( 23 : 34 ) [ " يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ] .

3 - وأيضاً ما ذكر في سفر الخروج ( 21 : 20 وما بعدها ) (بما يحتويه من أخلاق بربرية) إذا ماقورن بقول يوحنا ( 4 : 8 )[ ولم أجد اية وجه للمقارنة بين الإثنين فى النسخ المترجمة بين يدى ] إذا ما قــورنت بكثير من الفقـرات التي تطالبنا من العهد الجـديد بحـب أعدائنا [ " لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فإترك له الرداء أيضاً ، ومن سخرك ميلاً واحداً فإذهب معه إثنين ... أحبوا أعداءكم، باركوا لاعينكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا الأهل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات" (متى 5 : 38 - 45) ] .

4- كذلك سفر المزامير (137 : 9 ) ["طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة"] و (109 : 1 - 10) ["ليكن بنوه أيتاماً وامرأته أرملة، ليته بنوه يتماناً ويستعطوا ويلتمسوا خبزاً من خربهم"]

5 - ولنا أن نتأمل مباديء الأخلاق الجنسية لبعض أجزاء العهد القديم وأخلاق الزواج عند يسوع نجد أنها لا يمكن أن يتفقا ، ثم نقارنهم بما قال بولس في نفس الموضوع ويجدر بنا هنا الإشارة إلى الجدول الذي يحتويه كتابنا " الجنس والشعور الخاطيء بالذنب " (صفحة 56 وما بعدها ) .

6 - أما ما يختص بموضوع عدم حل رابطة الزواج فارجع إلى الرسالة الأولى لأهل كورنتوس ( 7 : 11 ، 15 وما بعدها ) [ القائلة : " وأما المتزوجون فأوصيهم أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها ، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها ، ولا يترك الرجل إمرأته " ( 7 : 10 - 11 ) ] . ومتى ( 10 : 11 وما بعدها )
[ وربما قصد المؤلف ( متى 10 : 34 - 39 ) القائل فيها : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والإبنه ضد أمها والكنة ضد حماتها . وأعداء الإنسان أهل بيته "] وإلى (19 : 9) [ " وأقول لكم إن من طلق إمرأته لا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني ، والذي تزوج بمطلقة يزني ، قال له تلاميذه : إن كان هذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج ، فقال لهم : ليس الجميع يقبلون هذا الكلام ، بل الذين أعطي لهم ........ لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ، ويوجد خصيان خصاهم الناس ، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات . من إستطاع أن يقبل فليقبل " ] وإلى لوقا ( 16 : 18 ) [ " كل من يطلق إمرأته ويتزوج بأخرى يزني ، وكل من يتزوج بمطلقة رجل يزني " ] .
فيبدوا أن التفضيل التام لشعب صغير على " شعب ممتاز " في فكر عدالة الإله مثل لكمة في الوجه .



و - التناقضات العقائدية والمذهبية في الكتاب المقدس

يحتوي الكتاب المقدس على عدد لا يحصى من التناقضات العقائدية والمذهبية الداخلية ، وسنذكرهنا أيضاً البعض منها :

يقول هـ براون: "إن الأجزاء الرئيسية التي يتكون منها العهد الجديد ليس لها مفهوم موحد فيما يتعلق بالظواهر الواقعية وليس لها محتوي عقائدي يتعلق بالإيمان " (صفحة 314).

ويقول في صفحة ( 325 ) : " إن مؤلفي العهد الجديد يتكلمون عن خلاص الإنسان وموقفه تجاه الله في صور متعددة لا يربط بينها أية إنسجام " .
وفي نفس الصفحة يقول : " إن العهد الجديد به أقوال تتعلق بتعاليم اللاهوت الأساسية وهي تختلف جذرياً من بعضها البعض " ( وستأتي أمثلة عديدة لذلك ) .

ومن أبرز هذه الأمثلة : الرسالة إلى أهل رومية (4 : 3 وما بعدها) وفيما يقول بولس : " إن الإنسان يتبرر فقط بالإيمان دون الأعمال "] بما يقابله في رسالة يعقوب (23:2وما بعدها) ["ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده"] وهي نفس التعاليم التي يمكن أن ينشأ عنهما فكرة واحدة أو مبدأ مذهبي ذو معنى واحد كما يرى كيزمان (صفحة 22).

كذلك يصف كيزمان العهد الجديد بأنه يحتوي على مباديء عقائدية مختلفة " تتضارب بشدة " ( صفحة 220 ) ، ومن بين ما يشير إليه أيضاً عدم إتفاق اليوم الآخر ( = توقع نهاية العالم ) عند إنجيل يوحنا وعند رؤيا يوحنا اللاهوتي ( إنظر المرجع السابق ) .

مثال آخر لمثل هذا التعارض تظهره نظرية بولس من الخطيئة الأزلية التي تقضي بأن كل طفل من اللحظ الأولى لولادته يحيطه غضب الله ، أي إنه إبن الشيطان منذ ولادته ، ولهذا فإن مصيره سيكون جهنم ، على الرغم من قول يسوع عن الأطفال دون تحفظ أن لمثل هؤلاء ملكوت السموات .

كذلك يظهر التوتر العقائدي بين تعاليم يسوع وبين تعاليم بولس بصورة كبيرة جداً ، وتبعاً لنفس السفر (9 : 13) يظهر أن الله قد حابى يعقوب وفضله على عيسو بصورة بشعة.

كــذلك لا يجــرب اللــه أحـداً بالشر تبــعاً لرســالة يعقوب ( 1 : 13 ) إلا أنه تبعاً لمتى ( 6 : 13 ) تظهر عبارة : " لا تدخلنا في تجربة " وفيه أيضاً قد جرّب إبراهيم وأيوب .

هذا ولا تتفق غيرة الله وآلامه وإستبداده التي يصورها العهد الجديد مع صورته التي أعطاها عيسى لأمته .



ز - أخطاء أخرى بينّة وتساؤلات تطرح نفسها في الكتاب المقدس

يحتوى الكتاب المقدس على عدد كبير من الأخطاء الواضحة والتناقضات البينة التي لا يمكننا أن ننسبها إلى الله ، والتي تجعلنا نستبعد أن ننسب كون الكتاب المقدس موحياً من الله من ألفه إلى يائه . ونسرد هنا أيضاً النزر البسيط من الأمثلة الدالة على ذلك .

وفي هذا يكفي وجود خطأ واحد لدحض نظرية الوحي المطلق التقليدية :

1- وأحد هذه الأمثلة المعروفة منذ القدم ويعترف بها علماء اللاهوت هي توقع نهاية العالم عند يسوع وبولس والتي توقع فيها الإثنان عودة يسوع في جيلهم أي في حياة الحواريين [ويمكنك مراجعة ذلك في براون صفحة (287) و (316) وأيضاً شميث صفحة (47)].
وقد شغل هذا نصارى العصر الأول بعد وفاة يسوع ، بل واستمر الناس في ترقب نزوله لفترة طويلة ، ومع هذا لم ولن تفلح كل محاولات تبرير هذا الخطأ [ وبالنسبة للتنبؤات الأخرى قارن على سبيل المثال ديلتسش صفحات ( 23 - 30 ) ] .

2 -ومن الأخطاء الأخرى الواضحة هو إدماج الأرنب والوَبْرَ تحت الحيوانات المجَترّة [راجع شورر صفحة (129)]. وعلى أية حال فإن آكل الروث لا يكون حيواناً مجترَاً أبداً .

3 - من المسلم به اليوم أن قصة الخلق لا يمكن أن تكون صحيحة تبعاً للمعلومات الوثيقة لعلم الطبيعة اليوم ، مع الأخذ في الإعتبار إمكانية حدوث معجزات.

4 - من الغريب كذلك تلك الجمل الكثيرة التي يصور فيها الله على أنه إنسان بكل مواصفات البشر ، مثال لذلك أنه خرج في برودة الليل يتمشَّى (تكوين 3 : 8 ، وأيضاً تكوين 5:11) أو أنه ندم لخلقه الإنسان وماشابه ذلك أو أنه نزل إلى سيناء .

5 - مما يذكر أيضاً مواقف بولس الخاطئة تماماً من الزواج والجنس ، ومن وضع المرأة التي لا يمكن أن يمحوها الإنسان من العالم ولو أوتي من الحيل ما لم يؤتاه بشر ( قارن في ذلك الكتيب رقم ( 7 أ ) [ بفهرس المراجع . يقصد كتاب كيزمان ] ) .

6 - كيف يتسنى لمريم أن تتعجب من قول الملك لها قائلة : "كيف يحدث هذا ولم أعرف رجل؟ " على الرغم من أنها كانت مخطوبة وكان يجب أن تتوقع أن الملك كان يفكر في ثمرة من هذا الإرتباط حتى ولو في المستقبل، حيث لا يشير الخطاب مطلقاً إلى شيء آخر.

7 - كيف يتفق ما يحكى عن مريم (ويوسف) في لوقا (33:2) و (50:2) مع حادثة الحمل ؟
وهذا ما لا تنساه إمرأة أبداً !

8 - من التناقضات الكثيرة أيضاً التي يحتويها الكتاب المقدس والتي لا تتفق مع العقل الذي يقول إن الله هو مؤلفه هي استشهادات العهد الجديد بجمل من العهد القديم لا توجد فيه ، واستشهاده بجمل أخرى قيلت بصورة مغايرة تماماً .

يضاف إلى ذلك الإشارة إلى الإسفار المقدسة الأخرى التي جاء ذكرها في الكتاب المقدس ولا وجود لها الآن [ وقد سرد دليتسش أكثر من عشرة أسفار أو مؤلفات صفحة (109) و (119) .

يمكن كذلك إضافة الكثير من الأخطاء التاريخية بالكتاب المقدس، فقد ذكر بويمر (ص 80) حديث شمبر للكردينال الملك أثناء مؤتمر الفاتيكان الثاني، يذكِّر فيه آباء المجمع الآخرين بسلسلة كبيرة من الأخطاء التاريخية في الكتاب المقدس ، وكان ذلك أثناء إقناعه إياهم بأنه لا يجوز إعتبار الكتاب المقدس كلمة الله المطلقة الخالية من الأخطاء .

ولمثل هذه الأسباب والكثير غيرها توصل شميث - عن إقتناع - إلى أن نظرية الوحي قد إنهارت تماماً ، إلا أنه لا يقرر في النــهــاية وجــوب قــذف الكتاب المــقدس في ســلة المـهملات ولكنه يأمل أن نتحرر مرة أخرى - مثل النصارى الأوائل - " من الكتاب المقدس و الأساقفة وإعترافات الإيمان " ( صفحة 50 ) .

وعلى أية حال ينبغي أن يخمن المرء أنه مازال يوجد إنسان يفكر ، وتحت كل الظروف التي تم عرضها يستحيل إعتبار كل جزء من أجزاء الكتاب المقدس من وحي الله .

ومما يذكر أن كل أتباع الديانات الأخرى بصورة كثرت أو قلت لهم نفس التصور الخاطيء عن كتبهم المقدسة حيث يعتبرون كل جزء من أجزائها مقدساً من وحي الله، ثم يقف المرء أمام مشكلة تُساءله : " كيف أحكي هذا لطفلي ؟ ( شورر صفحة ( 125 ) .



تعليق المترجم :

أولاً على صفحة ( 8 ) :

في الصفحة السادسة ذكرت ترجمة إنجيل لوقا 2 : 14 التي تقول : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرة " .
من المسلم به كحقيقة أن إنجيل لوقا لم يصل إلينا إلا النص اليوناني منه ، وأن الحشود السماوية أنشدت أنشودتها هذه بلغة الرعاة ، وهي لم تكن بالطبع اللغة اليونانية بل كانت العبرية العامية أو بالأحرى الآرامية ، إلا أنه وصل إلينا ترجمتها اليونانية فقط .

يقول الأستاذ عبد الأحد داود أن الكلمتين الآراميتين اللتين نطقت بها الملائكة للرعاة هما (إيريني وإيودوكيا) وأن التفسير النصراني لكلمتي (Eiriny و Eudokia) مخطيء ومتهافت.

فإن كلمة إيريني (Eiriny) اليونانية تعني الإسلام . ولو أرادت الملائكة قول السلام أو الخير لكانت عبرت عنها بكلمة " شالوم " العبرية كما استعملت من قبل في نبوءة إشعياء (45) إلى كورش الملك، وإن كلمة إيودوكيا (Eudokia) تتفق في معناها الصحيح والحرفي بصورة عجيبة مع الكلمات العبرية ( ماحماد ، مَاحَامُود ، حَمْداَ وحِمْداَ ) والتي تستعمل بصورة متكررة في العهد القديم. وأنها تعني في الصيغة العربية (محمد) أو (أحمد) أو (محمود) ويضيف البروفسور بنيامين قائلاً: "لهذا فإن الصيغة العربية "محمد" والعبرية ماحماد، وماحامود " هي مشتقة من أصل واحد ومن نفس الفعل، وأنها بالرغم من الفروق البسيطة في التهجي، فلها أساس ومعنى واحد مشترك، وعليه فلا يكون هناك مثقال ذرة من الشك في ذلك " .

وعلى ذلك تكون الترجمة العربية السليمة لنص لوقا 2 : 14 كالآتي : "الحمد لله في الأعالي، أوشك أن يجيء الإسلام للأرض، يقدمه للناس أحمد"
يضاف كذلك إلى أخطاء العهد القديم ما يلي :

11 - تبعاً لسفر صموئيل الثاني 10 : 18 قتل ( داود من آرام 700 مركبة و40000 فارس) وتبعاً لسفر أخبار الأيام الأولى 19 : 18 كان عدد المراكب 7000 وعدد القتلى 40000 .

12 - وتبعاً لصوئيل الثاني 24 : 1 (حمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً: امض واحص إسرائيل ويهوذا ) إلا أن كاتب سفر أخبار الأيام الأولى 21 : 1 لم يستطع أن يفرق بين الله والشيطان وجعل صاحب الأمر الشيطان قائلاً : ( ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل ) .

13 - يقول كاتب سفر صموئيل الثاني 24 : 13 ( فأتى جاد إلى داود وأخبره وقال له أتاني عليك سبع سنين من الجوع) إلا أن كانت سفر أخبار الأيام الأولى 21 : 11 - 12 جعلها ثلاث سنوات فقط ، فقال : ( فجاء جاد إلى داود وقال له هكذا قال الرب إقبل لنفسك إما ثلاث سنين جوع ... ) .

14 - راجع أيضاً ملوك الأول 7 : 26 ( يسع 2000 بث ) وأخبار الأيام الثاني 4 : 5 (يسع 3000 بث ) .

15 - ( كان يهوياكين إبن ( 18 ) سنة حين ملك و ملك ثلاثة أشهر في أورشليم ) ملوك الثاني 24 : 8 ، بينما ( كان يهوياكين إبن ( 8 ) سنين حين ملك ، وملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام في أورشليم ) أخبار الأيام الثاني 36 : 9 .

16 - (كان لسليمان 4000 مذود خيل ومركبات 12000 فارس) أخبار الأيام الثاني 25:9، بينما ( كان لسليمان 40000 ألف مذود لخيل مركباته و12000 ألف فارس ) الملوك الأول 4 : 26 .

مع الأخذ في الإعتبار أن الأعداد من ( 21 إلى 34 ) من الإصحاح الرابع من سفر الملوك الأول غير موجودة في النسخة الألمانية Einheitsübersetzung لسنة 1990 ، وكذلك غير موجودة في الكتاب المقدس طبعة زيورخ 1982وكذلك أيضاً طبعة مارتن لوثر 1914 ، ونجدها فقط في الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة R.S.V. لعام 1952 والترجمة العربية ، وكذلك ترجمة مارتن لوثر لسنة 1864 .

17 - يقول سفر الخروج 6 : 20 ( وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى ) بينما ينهى سفر اللاويبن 18 : 12 عن ذلك قائلاً : ( عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك ) .

18 - يقول سفر صموئيل الأول 6 : 19 : " وضرب [ الله ] أهل بيتشمس لأنهم نظروا إلى تابوت الرب ، وضرب [ الله ] من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً " .

وقد تغير هذا الرقم( 50070 ) في الكثير من الطبعات الأجنبية ( الألمانية والإنجليزية) إلى ( 70 ) رجلاً فقط لتتناسب مع رحمة الله في مخيلتهم .

* الطبعة القياسية المنقحة لسنة 1971 R.S.V. باللغة الإنجليزية
* طبعة مارتن لوثر لسنة 1990 باللغة الألمانية
* طبعة زيورخ لسنة 1982 باللغة الألمانية
* طبعة الترجمة الموحدة (Einheitsübersetzung)1980 باللغة الألمانية
وكتب في هذه الطبعة التعديل خارج الأقواس وكتب الأصل داخل الأقواس ، فأيهما أوحى به الله؟
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1958 باللغة الألمانية
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1952 باللغة الألمانية
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1941 باللغة الألمانية
* طبعة مارتن لوثر لسنة 1958 باللغة الألمانية
* في طبعة توبنجن لسنة 1911 باللغة الألمانية
* في طبعة مارتن لوثرلسنة 1864 باللغة الألمانية
* في طبعة مارتن لوثرلسنة 1690 باللغة الألمانية
* في طبعة دار الكتاب المقدس فى العالم العربى لسنة 1981 باللغة العربية
* في طبعة دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط لسنة 1989 باللغة العربية

19 - لم تكن تكتب اللغة العبرانية بالتشكيل [الذي يمثل الحروف المتحركة في اللغات الأجنبية] لذلك أخطأ مترجم العهد القديم [من العبرانية] إلى اللاتينية في ترجمة جذر كلمة (Krn) كرن على أساس نطقها (Keren) وهي تعني القرن، أما نطقها الصحيح فهو (Karan) أي "إشعاع الضوء".

وعلى هذه الترجمة الخاطئة قام مايكل أنجلو بعمل تمثال لموسى علي السلام ووضع عند جبهته قرنين ومازال هذا التمثال قائماً عند قبر البابا يوليوس الثاني في روما . ( فايلاند."مسـيّا من الجليل" ألمانيا 1989 صفحة 28 -غير مترجم) .

20 - ( ولما رأى أنه [ أي الله] لا يقدر عليه ضرب حق فخذه ، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال [الله] أطلقني لأنه قد طلع الفجر ، فقال [يعقوب] لا أطلقك إن لم تباركني .... فدعا يعقوب إسم المكان فنئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهاً لوجه) تكوين 32 : 23 - 33 . قارن هذا بقول الإنجيل المنسوب إلى يوحنا 1 : 18 ( الله لم يره أحد قط) وهل يمكن لإنسان عاقل (ولا أقول لاهوتي) أن يتخيل أن العبد المخلوق يقبض على خالقه ويرفض إطلاق سراحه إن لم يباركه هذا الإله الضعيف ! فكأن الإله باركه عن غير إرادته مضطراً لفعل هذا ! سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً !

21 - يصور كاتب سفر التكوين 3 : 8 - 9 الله على أنه بشر بكل مظاهره، فيقول: (وسمعا صوت الرب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب في وسط شجرة الجنة ، فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت ) وهذه ليست صورة الإله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور !

22 - ذكر كاتب سفر صمويل الأول 18 : 19 أن ميراب إبنة شاول ، ونسى كاتب سفر صموئيل الثاني 21 : 8 وذكر إسم إبنة شاول ميكال وليس ميراب .

23 - وفي سفر صموئيل الثاني 21 : 8 - 9 نجد أن داود قد أخذ بني ميكال الخمسة وأسلمهم للصلب مع إثنين آخرين . وهو مسجل هكذا في النسخة العربية وبعض النسخ الألمانية مثل Einheitsübersetzuny لعام 1982 إلا أنها عدلت في النسخ الألمانية الحديثة إلى : ( الأولاد الخمسة الذين ولدتهم ميراب إبنة شاول ( أوريل ) وكان ذلك حتى يرضى الرب ويمنع إستمرار المجاعة التي دامت ثلاث سنوات .

ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .

24 - إن الزمان من خلق آدم إلى طوفان نوح عليهما السلام يبلغ تبعاً لنسخة الكتاب المقدس العبرانية 1656 سنة وعلى وفق اليونانية 2262 سنة وعلى وفق السامرية 1307 ســنة وفي مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس جــدول يـبـيـن هذا الإختلاف بالتفصيل . ( نقلاً عن الكتاب المقدس في الميزان لعبد السلام محمد ) .

سلسلة البطارقة قبل الطوفان عمرهم عنــد ولادة البكر :

عبرانية سامرية سبعينة
آدم 130 130 230
شيت 105 105 205
أنوشى 9 90 190
مينان 70 70 170
صمائيل 65 65 165
يارد 162 62 162
أخنوخ 65 65 165
متوشالح 187 67 187
لامك 182 53 185
نوح 600 600 600
المجموع 1656 1307 2262

25 - يقول سفر صموئيل الأول 28 : 6 ( فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بأحلام ولا بالأوريم [ وسيط الوحي بالأنبياء ) إلا أن سفر أخبار الأيام الأولى 10 : 14 يرى أن شاول ( لم يسأل عن الرب فأماته ) .

26 - لو كان موسى هو كاتب هذا العهد القديم فمن الذي أخبرنا بكل ما حدث بعد وفاته ، بل بوفاته ودفنه نفسها ؟ يقول سفر التثنية : ( فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مواب ... ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ) 34 : 5 - 6 وكذلك أيضاً : ( وكان موسى إبن { 120 } سنة حين مات ) تثنية 34 : 7 -

13 - نزل ملاك الرب إلى يوسف في الحلم وكان نائماً ليخبره بولادة الطفل ( متى 1 : 20 ) بينما نزل إلى مريم العذراء ولم تكن نائمة وأقرأها السلام (لوقا 1 : 28).

14 - ذكر متى أن جميع آباء وأجداد المسيح [ عليه السلام ] إلى جلاء بابل كانوا من السلاطين وفي لوقا لم تكن لديهم أية شهرة وبالتالي لم يكونوا سلاطين ولم يكن معروفاً فيهم غير داود وناتان إبنه .

15 - ذكر متى (1: 13) أن شلتائيل إبن يكنيا، وذكر لوقا (3: 27) أن شلتائيل بن نيري .

16 - ذكر متى (1 : 13) أن أبيهود إبن زربابل، وذكر لوقا (3 : 27) أن اسمه ريسا، أما بني زربابل فهم : مشلام ، وضنيا ، وشلومية أختهم (أخبار الأيام الأولى 3 : 19).
وكما نلاحظ ليس فيهم لا أبيهود ولا ريسا فإما أخطأ كل منهم مرة واحدة أو أخطأ لوقا مرتين !

17 - سليمان ولد رحبعام ( متى 1 : 7 ) " وأما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا ، ..... واسم أمه نعمة العمونية " ملوك الأول 14 : 21 .
ويقرر سفر التثنية أن أية عموني أو موابي لا يدخل في جماعة الرب حتى الجيل العاشر قائلاً : " لا يدخل عموني ولا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر ، ولا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد " تثنية 23 : 3 .

18 - أجيال القسم الثاني عند متى (ثمانية عشر) لا (أربعة عشر) كما يظهر من الإصحاح الثالث سفر أخبار الأيام الأولى 3 : 10 - 16 ، فقد نسي الكاتب أربعة أسماء من أجداد المسيح السلاطين المشهورين . راجع أيضاً ( متى1 : 17 ) .

19 - يذكر لوقا قبل إبراهيم عشرين إسماً بينما لا يذكر العهد القديم إلا تسعة عشر إسماً فقط، فقد أضاف لوقا بعد أرفكشاد رجلاً يدعى قينان، ولا نجد له أثراً في سفر التكوين بإعتباره إبن أرفكشاد ، ويقول سسفر أيام الأخبار الأولى : " وأرفكشاد ولد شالح ، وشالح ولد عابر " 1 : 18 .

ومعنى هذا أنه لم يمر قبل وجودإبراهيم إلى آدم ( بداية الخلق ) إلا {19} أو {20} جيلاً من الكائنات البشرية ، وبالنظر إلى جدول أنسال آدم حسب سفر التكوين الذي يحتوي على الإحداثيات الزمنية التي يمكن إستنتاجها نجد أنه قد مر حوالي {19} قرناً فيما بين ظهور الإنسان على الأرض وميلاد إبراهيم ( راجع الإصحاحات 4 ، 5 ، 11 ، 21 ، 25 من سفر التكوين ) ، وهذا ما تؤكد عكسه تماماً الحفريات والحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية وحضارة ما بين النهرين وظهور الإنسان بهما .

20 - يوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل ( متى 1 : 11 ) .

ويعلم منه أن ولادة يكنيا وإخوته من يوشيا في وقت جلاء بابل ، فيكون يوشيا حياً في هذا الجلاء ، أو مات على الأكثر قبل ذلك بعام ، وهذا خطأ من ثلاثة أوجه :

أ - مات يوشيا قبل هذا الجلاء بإثني عشر عاماً ، حيث إنه بعد موته جلس ياهوحاز إبنه على سرير السلطنة ثلاثة أشهر ، ثم جلس يهوياقيم إبنه الآخر إحدى عشر سنة ، ثم جلس يكنيا ( = يهوياكين ) إبن يهوياقيم ثلاثة أشهر ، فأسره بنوخدنصر وأجلاه مع بني إسرائيل الآخرين إلى بابل ( ملوك الثاني 23 : 31 ، 36 ، 24 : 6 - .... ) .

ب - إن يكنيا إبن يوشيا وليس إبنه مباشرةً ( أخبار الأيام الأولى 3 : 15 - 16 ) .

جـ - كان يكنيا ( يهوياكين ) وقت جلاء بابل إبن ثمانية عشر ولم يكن رضيعاً . ( ملوك الثاني 24 : 8 ) .

21 - يقول لوقا إن " شالح إبن قينان إبن أرفكشاد " 3 : 36 .
ويخبرنا سفر الأيام الأولى ( 1 : 18 ) أن " أرفكشاد ولد شالح ، وشالح ولد عابر " ويخبرنا سفر التكوين ( 11 : 13 ) أن أرفكشاد " عاشي بعد ما ولد شالح " 403 سنة أي إن شالح إبن أرفكشاد وليس إبن إبنه . ( إنظر أيضاً رقم 19 ) .

22 - يذكر لوقا ( 2 : 22 ) أن يوسف ومريم قد رحلا من الناصر ، إلى بيت لحم قبل الولادة أما متى ( 2 : 13 ) فيذكرها بعد الولادة .

23 - يذكر لوقا أن والدي المسيح عليه السلام صعدا إلى أورشليم " لكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب : زوج يمام أو فرخي حمام " لوقا 2 : 22 - 24 .
ويقول سفر أرمياء : " هكذا قال رب الجنود إلى إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيكم بهذا الأمر قائلاً : إسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً ، وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في كل الطريق ، لذى أوصيكم به ليُحسن إليكم " أرمياء . 7 : 21 - 23 . فوحي من نصدق ؟

24 - ذكر لوقا في إصحاحه الأول من إنجيله أن حمل أليصابات زوجة زكريا كان في عهد هيرودس الملك ، وحملت مريم العذراء بعيسى عليه السلام بعد ذلك بستة أشهر ( لوقا 1 : 5 - 7 ، 23 ، 36 ) وبعد ذلك بتسعة أشهر وضعت مريم العذراء طفلها عيسى عليهما السلام وكان ذلك في عهد كير ينوس والي سوريا ( لوقا 2 : 1 - 3 ) .

وفي ذلك يقول قاموس الكتاب المقدس الألماني : " تسبب هذه المعلومات الكثير من المشاكل حيث إنها تعود إلى الوقت الذي كان يحكم فيه هيرودس الكبير وقبل موته ( أي عام 4 ق . م . ) . وقد تأكد لنا من المصادر القديمة وكذلك العملات المعدنية التي عثر عليها أنه ما بين عامي 9 إلى 6 ق . م . كان يحكم سوريا ساتورنينوس ثم فاروس ".

ثم حاول الكاتب الخروج من هذا المأزق وافترض أن هذا الحاكم ربما كان الحاكم العسكري ، ثم عاد وترك الموضوع معلقاً فقال : " ولايبرر ذلك أن ندخله في دائرة الشك ، بما في ذلك معطيات لوقا 2 : 2 ، وحتى لو أننا لا يمكننا للآن تأكيد ذلك بصورة قطعية خارج العهد القديم " ( صفحة 270 تحت كلمة Cyrenias ) .

إلا أن ترجمة الكتاب المقدس الألمانية (Einheitsübersetzuny) فتعلل هذا التخبط بأن لوقا قد قبل في الفصلين الأول والثاني من إنجيله الحكايات المسيحية وتواترات تلاميذ يوحنا المعمدان ( هامش صفحة 1141 ) .

أي أنها لم توح إليه وذلك مصداقاً لوقا : " إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً وقد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " لوقا 1 : 7 - 4 .

وعلى أية حال فإن عيسى عليه السلام قد ولد زمن " هيرودس الملك " متى 2 : 1 .

ويقول قاموس الكتب المقدس الألماني صفحة 592 أن هيرودس أنتيباس الذي كان يحكم عقب وفاة أبيه هو هيرودس الكبير من 4 ق . م . إلى 39 بعد الميلاد وكان يسمى هيرودس الملك أو رئيس الربع ، أي أن عيسى عليه السلام ولد في عهده تبعاً لقول الإنجيل ، وبعد ذلك وكان يسوع مايزال طفلاً مات هيرودس هذا ( متى 2 : 19 ) لذلك رجع مع أبويه إلى أرض فلسطين متى ( 2 : 21 ) فترى من هيرودس هذا الذي أرسل إليه يسوع ليحاكمه ؟ ( لوقا 23 : 7 ) مع العلم أنه لم يأت بعده من يسمى هيرودس إلا عام ( 93 - 100 ) بعد الميلاد وهو هيرودس أجريبا !

25 - أما بالنسبة لسنة الإكتتاب - تعداد السكان - ( لوقا 2 : 2 ) فيقول قاموس الكتاب المقدس الألماني أيضاً في صفحة (270) أن هذا التعداد بدأ في عام 27 ق م في جالين حيث إستغرقت هناك (40) عاماً على الأقل وسرعان ما انتشرت في الأقاليم الأخرى ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب في ســوريا كان في عامي (12- 19) ق. م.

وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة السيد المسيح عليه السلام بعدة سنوات يقدرها البعض بخمس عشرة سنة ، وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ في الإعتبار أنه بين السنوات 9 - 6 ق . م . تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية على أنه كان هناك حاكم يدعى ساتورنينوس وعقبه فاروس .

إلا أن كاتب قاموس الكتاب المقدس يؤكد أنه لدينا وثائق من مصر تؤكد أن العائلة المقدسة قد سجلت في القائمة فإن صح كلامه فيدحض هذا نظرية الوحي المطلق للإنجيل .

26 - يقول متى : " لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله ، ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه ، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ، ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء ، بل ليكن كلامكم نعم نعم ، لا لا ، وما زاد على ذلك فهو من الشرير " متى 5 : 34 - 37 .
ويقول أيضاً " ويل لك أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم ، أيها الجهال والعميان أيهما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب ، ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ، ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم أيها الجهال والعميان أيها أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان ، فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه، ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه، ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه) متي 23 : 16 -22
فماذا أراد الوحى هنا ؟ أنحلف أم لا ؟ أنحلف صدقاً أم كذباً ؟ وعلى هذا السؤال الأخير يجيبنا بطرس زعيم الحواريين ، الصخرة التى أراد يسوع (؟) أنه يبنى عليها كنيسته حتى إن " أبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات ، فكل ماتربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات ، وكل ماتحله على الأرض يكون محلولاً في السموات " متى 16 : 18 - 19 .

أما إجابة بطرس فيسجلها متى كالآتي : " فأجاب بطرس وقال له وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً " متى 26 : 33 إلا أنه عند سؤاله للمرة الثالثة " إبتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل " متى 26 : 74.

إنه لم يحلف فقط كذباً ، بل لعن أيضاً ، فياترى لعن من ؟ أتمنى ألا يكون قد لعن عيسى عليه السلام كما فعل بولس بعد ذلك : " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة " غلاطية 3 : 13 .

ألم يسمع زعيم الحواريين قول يسوع : " من قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم " متى 5 : 22 فما بالكم بمن يلعنه؟ والناموس الذي جاء عيسى عليه السلام لا لينقضه بل ليؤكده (متى 5 : 16) يقول " الرب إلهك تتقي وإياه وبإسمه تحلف " تثنية 6 :13.

28 - كم مرة صاح الديك عند محاكمة يســوع أمام مجلس اليهود ؟
فقد صاح الديك مرة واحدة عند كل من متى (26: 75) ولوقا (22: 61) ويوحنا (18: 27) ، بينما صاح مرتين عند مرقس (14: 72) .

29 - أما عن السؤال عن المكان الذي حدثت فيه قصة سكب العطر فيجيب مرقس(14 : 3 ) ومتى ( 26 : 6 ) قائلاً : إنها حدثت فى منزل سمعان الأبرص فى بيت عنيا، ويقول لوقا ( 7 : 36 ) إنها حدثت في بيت الفريسى ، ويخالفهم يوحنا ( 12 : 1-2 ) بقوله إنها حدثت في منزل مريم ومرثا ولعازر .

30 - ومن المرأة التي سكبت العطر ؟
فهي مجهولة عند كل من مرقس ( 14 : 3 ) ومتى ( 26 : 7 ) ، أو خاطئة (زانية) عند لوقا ( 7 : 37 ) أو هي مريم أخت لعازر عند يوحنا ( 12 : 3 ) .

31 - وماذا دهنت بهذا العطر أرأسه أم قدميه ؟
دهنت رأسه عند مرقس ( 14 : 3 ) ومتى ( 26 : 7 ) ، وإنفرد لوقا ( 7 : 38 ) ويوحنا ( 12 : 3 ) بقولهما إنها دهنت رجليه .

32 - وماذا كان رد فعل الحاضرين ؟
إغتاظ القوم لإسرافها (مرقس 14 : 4)، وإغتاظ التلاميذ (متى 26 : 8)، تساءل الفريس مع نفسه حول معرفة يســوع بشخصية المرأة (ولم يتكلم ولكنه شك فقط) (لوقا 7 : 39) بينما إغتاظ يهوذا الأسخريوطي لإسرافها (يوحنا 12: 4 - 5).

33 - هل قال حقاً عيسى عليه السلام : " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات، من إستطاع أن يقبل فليقبل ؟ " متى 19 : 12 .
ولم يكن أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً: "لا يدخل مخصي بالرضى أو مجبوب في جماعة الرب" تثنية 23 : 1، ولم يأت عيسى عليه السلام ناقضاً للناموس أو الأنبياء لذلك قال : " لا تظنوا أنني جئت لأنقض بل لأكمل ، فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " متى 5 : 17 - 18.

34 - هل يمكن لإنسان أن يركب دابتين في آن واحد ؟
يجيب متى على هذا السؤال بالإيجاب فيقول : "وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما
ثيابهما فجلس عليهما" متى 21: 7 وخالفه لوقا وجعله يجلس على الجحش فقط، فقال:"وأتيا به إلى يســوع وطرحا ثيابهما على الجحش وأركبا يســوع" لوقــا19: 35.

35 - يدعي متى أنهم أعطوا المصلوب : " خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب " متى 27 : 34. وجعلها مرقس خمراً ممزوجة بمر ليشرب " مرقس 15 : 23 .

ولم تتغير كلمة " الخل " عند متى في النسخة العربية، ولا في النسخة الألمانية القديمة، (إنظر ترجمات مارتن لوثر 1864 ، 1914 ، 1932 ، 1933 ولكنها تغيرت في النسخ الحديثة إلى " خمر " لتتطابق مع قول مرقس .

36 - من المعروف جيداً لدى العامة من النصارى قول يســوع : " سمــعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشــر ، بل من لطمك علىخدك الأيمن فحوّل إلى الآخر أيضاً " متى 5 : 38 - 39 .

وهذا يتعارض مع قول متى أيضاً : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والإبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها " متى 10 : 34 - 35 .

ويتضارب أيضاً مع قوله : " حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء ، فقالوا لا ، فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً " لوقا 22 : 35 - 36 .

فلماذا أراد السيف ؟ وماذا كانت نيته أن يفعل؟ أحقاً قال : " أحبوا أعداءكم ؟ " متى 5 : 44 ) أم " لما رأى الذين حوله ما يكون قالوا له يارب أنضرب بالسيف ، وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى " ؟ ( لوقا 22 : 49 - 50 ) .

فلو كان قال أحبوا أعداءكم لما أمرهم بالضرب ! ولو لم يأمرهم بالضرب فيكون قد خالفه الضارب الذي سماه إنجيل يوحنا ( بطرس ) رئيس الإثنى عشر ! ولو قال : " أحبوا أعداءكم " لما قال " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والإبنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها " متى 10 : 34 - 35 .

ولو قال أحبوا أعداءكم فمن القائل إذن: " أما أعدائى الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامى" لوقا 19: 27 .

ولو قال : " أحبوا أعداءكم " لكان قد أنقذ الخائن ( يهوذا الإسخربوطي ) من الشيطان الذي داخله ولما طرده وتركه للهلاك .

ولو قال قائل : إنه عيسى عليه السلام تركه ليحرر البشرية من الخطيئة الأزلية المتوازثة منذ آدم لقلنا إذن يهوذا الإسخربوطي هو الذي حرر البشرية من الخطيئة الأزلية ولقدسناه، ولقلنا: " في تلك الأيام لا يقولون بعد: الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست، بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه " إرمياء 31 : 29 - 30 .

ولقلنا : " وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الإبن من إثم الأب ، أما الإبن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا ، النفس التي تخطيء هي تموت ، الإبن لايحمل من إثم الأب ، والأب لايحمل من إثم الإبن ، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون " حزقيال 18 : 19 - 20 .

ولقلنا: "لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، كل إنسان بخطيته يقتل" تثنية24: 16- وهي تخالف ما جاء في سفر الخروج 20: 5 والتثنية 5: 9.

ولقلنا : " وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله " متى 16 : 27
أي " لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى " ( فاطـــر 18 ) .

ولقلنا : "حينئذ قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلي ، فإنتهرهم التلاميذ ، أما يســوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات فوضع يديه عليهم ومضى من هناك " متى 19 : 13 - 15 .

هذا فعله عيسى عليه السلام مع الأطفال ولم يكن قد مات بعد ليتحرر الأطفال من الخطيئة الأزلية ، وفي هذا نفي كبير ورفض عميق لمسألة الخطيئة الأزلية التي طرحها بولس وصدقها من يتبعه ولو كانت الخطايا قد غفرت بصلب من تؤلهونه فلماذا تقومون بتعميد أطفالكم ؟ ألم تغفر خطيئاتهم بصلبه ؟

ولو قال : " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء " متى 5 : 17 .

لما قال : " سمعتم أنه قيل . . . أما أنا فأقول لكم " متى 5 : 39 فهل أراد بذلك مخالفة الناموس والأنبياء وعمل ديانة جديدة ؟

وها هي التوراة تقول : " نفساً بنفس ، وعيناً بعين ، وسناً بسن ، ويداً بيد ، ورجلاً برجل ، وكياً بكي ، وجرحاً بجرح ، ورضاً برضا " خروج 21 : 23 - 25 .

هل الكتاب المقدس حقاً من وحي الله إلى أنبيائه ؟

37 - وإن كنتم مازلتم عند رأيكم فإقرأوا :
" إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً " يوحنا 5 : 31 .
" وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق " يوحنا 8 : 31 .

38 - أترون أن يســوع الذي قال : " ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء" متى 5 : 17 وقال أيضاً: "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم" يوحنا 10 : 8 فلماذا لم ينقض إذن كلام هؤلاء اللصوص والسراق من الأنبياء قبله؟
والله لم يتفوه رسول الله عيسى بن مريم العذراء عليهما السلام ذو الفم العطر بهذا على إخوانه من الأنبياء والرسل من قبله وإلا فكيف يستقيم هذا مع مدحه للمعمدان القائل : " الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان "؟ متى 11 : 11 .

39 - أحقاً صام يسوع أربعين يوماً ( متى 4 : 2 ) ولم يستطع تحمل العطش وهو على الصليب فأهان نفسه وقال : " أنا عطشان " فأعطوه خلاً ممزوجاً بمر؟ يوحنا19 : 28.

40 - أحقاً كان من تدعونه إلهكم أسير الشيطان 40 يوماً في البرية يجربه ؟ متى4 :10:1.
وإذا كان كذلك فلماذا لا تعبدون الشيطان الأقوى نفسه؟! " لا يقل أحد إذا جرِّب إني أجرَّب من قبل الله ، لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرب أحداً ، ولكن كل واحد يجرب إذا إنجذب وإنخدع من شهوته " رسالة يعقوب 1 : 13 - 14 .

41 - " وإذ إمرأة . . . . صرخت إليه قائلة إرحمني يا سيد يا إبن داود "
من هذه المرأة؟ أكنعانية (متى15: 22) أم فينيقية سورية (مرقس7: 26)؟

42 - هل قبّل يهوذا الإسخربوطي عيسى عليه السلام ؟
إتفق وحي كل من مرقس (14 : 45) ومتى (26 : 49) على أنه قبّله، وخالفهما وحي لوقا (22 : 48) فيشير إلى أنه كان على وشك أن يقبله، وخالفهم وحي يوحنا (18 : 3) فيشير إلى أن يهوذا أرشد اليهود فقط عن المكان ولم يقترب نهائياً من يســوع ليقبله أو حتى حاول ذلك .

43 - وماذا كان رد فعل عيسى عليه السلام ؟ - إتفق كل من مرقس (14: 48) ولوقا (22: 52) ومتى (26: 55) على قوله: "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي" وخالفهم يوحنا (18: 7) وقال: "من تطلبون ؟ " .

44 - يقول متى على لسان عيسى عليه السلام: "إني أريد رحمة لا ذبيحة" متى(9: 13) ويقول بولس: " وكل شيء تقريباً تتطهر حسب الناموس بالدم ، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " عبرانيين 9 : 22 .

45 - ماذا فعل يهوذا الإسخربوطي بالنقود التي باع بها سيده ؟
على هذا السؤال يجيب وحي لوقا قائلاً:" إقتني حقلاً من أجرة الظلم" أعمال الرسل18:1. ويجيب وحي متى قائلاً إن يهوذا رجع إلى المجلس "وطرح الفضة في الهيكل وانصرف " 5:27 .

46 - وكيف مات يهوذا ؟
يقول لوقا : " وإذ سقط على وجهه إنشق من الوسط وإنسكبت جميع أحشاؤه كلها" أعمال الرسل 1 : 19. ويقول متى : "مضى ليخنق نفسه" متى 27 : 5 .

47 - متى إنشق حجاب الهيكل ؟
إتفق وحي مرقس (15 : 37 - 38) ومتى (27 : 50 - 51) أن حجاب الهيكل قد إنشق بعد موت يســوع، وخالفهما لوقا (23: 45 - 46) وجعلها قبل موته، ولم يعلم وحي يوحنا شيئاً عن ذلك .

48 - من حمل الصليب ؟
إتفق وحي مرقس (15: 21) ولوقا (23: 26) ومتى (27: 32) على أن حامل الصليب هو سمعان القيرواني، وخالفهم وحي يوحنا بقوله "يســوع نفســه" (19: 17) .
مع الأخذ في الإعتبار أن الشخص المذكور هنا هو من حمل الصليب بداية، وهذا لا يدع مجال للقول بأن يســوع حمله ولما تعب حمله سمعان القيرواني !!!

49 - ماذا كان وضع الحجر عند باب المقبرة عندما أتين حاملات الحنوط؟ ومن الذي دحرجه؟
يقول وحي مرقس : " رأين أن الحجر قد دحرج " 16 : 4 .
ويقول وحي لوقا : " فوجد الحجر مدحرجا من القبر " 24 : 2 .
ويقول وحي متى صانع المعجزات : "ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر من الباب وجلس عليه " 28 : 2 أي أن الحجر لم يكن مدحرجاً وتم ذلك أمامهم !
ويتفق وحي يوحنا مع وحي لوقا ومرقس ( يوحنا 20 : 1 ) .
وبالتالي لم يوح إلى مرقس أو لوقا أو يوحنا من الذي دحرج الحجر ليطلق من الإله الميت صلباً والمقبور منذ أن دُفِنَ (؟) !

50 - وماذا رأى شهود العيان فى المقبرة أو أمامها؟
يقول مرقس : " رأين شاباً جالساً على اليمين لابساً حلة بيضاء " 16 : 5 .
يقول لوقا: "وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة" 24: 4.
قول متى : " حدثت زلزلة عظيمة لأن ملاك الرب نزل من السماء " 28 : 2 .
ويقول يوحنا : " فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين " 20 : 12
ولا يمكن أن يدعي إنسان أن هذه الأخطاء من وحي الله ، ولا يمكن أن يزعم إنسان أن ذلك يرجع إلى ضعف الوحي في المسائل الحسابية حيث كان تخصصه في العلوم الأدبية منذ الإبتدائية !!!

51 - وأين كان هذا الملاك أو الرجلين أو . . . . ؟
" داخل القبر جالساً " مرقس 16 : 4 ، 5 " كانا داخل القبر " لوقا 24 : 4
" جلس الملاك على الحجر خارج القبر" متى 28 :2 "وجدت الملكين فى المقبرةأحدهما
عند الرأس والأخر عند الرجلين. يوحنا 20 :4-12

52 - من أول من رأى يســوع بعد قيامته ؟
مريم المجدلية (مرقس 16: 9، يوحنا 20: 14)، مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28 : 9) (إثنان منهم كانا منطلقين إلى قرية عمواس) لوقا 24 : 13 .
هل يمكن لمحكمة الأخذ بهذا الإدعاء وتصديقه تماماً ؟ !

53 - ماذا كان رد فعل مريم المجدلية عندما رأته ؟
لم يكن هناك رد فعل غير طبيعي عند مرقس 16 : 1 .
لم يلتق يســوع بمريم المجدلية بالمرة عند لوقا .
" أمسكتا [ مريم المجدلية ومريم الأخرى ] قدميه وسجدتا له " متى 28 : 9 .
" قالت له ربوتي الذي تفسره يا معلم " يوحنا 20 : 16 .

54 - كم مرة ظهر للتلاميذ ؟
ظهر مرة واحدة عند مرقس 14 : 16، ولوقا 24 : 36، ومتى 28 : 16، بينما ظهر ثلاث مرات تبعاً ليوحنا 20 : 19 ، 26 ، 21 : 1 .

55 - ما مكان نقطة إنطلاق يســوع إلى السماء ؟
( الجبل في الجليل ) عند مرقس ، من بيت عنيا بأورشليم ( لوقا 24 : 50 ) .
صعد من محل إجتماعهم ( العلّـية ) عند متى ، ولم يذكر يوحنا أنه صعد .

56 - وماذا كانت آخر أوامره ؟
" إذهبوا إلى العالم أجمع وأترزوا بالإنجيل للخليقة كلها " مرقس 16 : 15 .
وبالنسبة لنص مرقس تقول تراجم الكتاب المقدس تعليقاً على فقرة مرقس 16: 9 - 20 إنها كتبت في القرن الثاني بعد الميلاد ولم يعثر عليها في أقدم النصوص، وهذا ماحدا ببعض التراجم أن تحذفها من الكتاب المقدس، وقد أدرجها البعض كحاشية فى أسفل الصفحة (R.S.V.,1952)، ووضعها البعض بين قوسين معكوفين (Einheitsübersetzung) أى أنها لاتنتمى للنص الأصلى.
" فأقيموا في أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي " لوقا 24 : 49 .
" إذهبوا تلمذوا جميع الأمم " متى 28 : 19 ولم يذكر يوحنا شيئاً عن هذا .
قارن ما قرأته الآن بالقادم : " هؤلاء الإثنى عشر أرسلهم يســوع وأوصاهم قائلاً إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة السامريين لا تدخلوا ، بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متى 10 : 5 - 6 .
وقوله : " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متى 15 : 24 .

57 - وماذا كان رد فعل التلاميذ ؟
" وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان " مرقس 16 : 20 .
وعند لوقا "رجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون
ويباركون الله " لوقا 24 : 52 - 53 .

58 - يقول متى : " لكي يأتي عليكم دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " متى 23 : 35 .
وهنا أخطأ الكاتب بين زكريا إبن يهويا داع الكاهن الذي قتل ( أخبار الأيام الثاني 24 : 20 - 22 ) وبين زكريا إبن برخيا ( زكريا 1 : 1 ، 7 ) .
إنظر هامش إنجيل متى صفحة 6 - 11 من الكتاب المقدس (Einheitsübersetzung).

59 - : حينئذ تم ما قيل بإرمياء النبي القائد وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل " متى 27 : 9 .
ويعلق الكتاب المقدس (Einheitsübersetzung) على هذا في صفحة 1112 قائلاً: "إن هذا الإقتباس المنسوب إلى أرمياء قد تم تجميعه من أسفار زكريا وإرمياء والخروج"

60 - ذكر متى كاتب المعجزات عقب وفاة المصلوب : "الأرض تزلزلت، والصخور تشققت والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " متى 27 : 51 - 53 .
لم يذكر هذه الواقعة غيره من الإنجيليين ، ولم تذكر ولو إشارة واحدة عن ذلك في كتب المؤرخين ، ناهيك عن تقبل العقل لهذا .
فمن فك أربطة القديسين ليتمكنوا من القيام والخروج؟ ومن دحرج لهم الحجر ليتمكنوا من الخروج؟ ولماذا لم يقم كتاب أعمال الرسل بسرد هذه الواقعة الهامة؟ وماذا كان مأكل ومشرب هؤلاء القديسين ؟ ولماذا لم ينتقم الشعب المؤمن من كتبة اليهود وأحبارهم على حريتهم هذه؟ ولماذا لم ينتقم بيلاطس نفسه الذي لم يرد صلب المتهم؟ ولماذا لم يدخل الألوف من الشعب ويصدق دعوة عيسى عليه السلام كما حدث بعدما تمت المعجزة وتكلم الحواريون بألسنة مختلفة (أي نزل عليهم الروح المقدس)؟ (أنظر أعمال الرسل 2 : 41) .

61 - " لماذا تدعوني صالحاً إلا واحد وهو الله " متى 19 : 17 .
" أنا هو الراعي الصالح " يوحنا 10 - 11 .

62 - يقول مرقس : " لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتتبدد الخراف " مرقس 14 : 27 .
من الضارب ؟ إنه عيسى عليه السلام .
ومن المضروب ؟ إنه الراعي ، أي عيسى عليه السلام نفسه: " أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " يوحنا 10 : 11 . أي أنه هو الضارب والمضروب، ألا يعد ذلك إنتحاراً، أم تخبطاً أم تحريفاً فى النص ؟

63 - " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلا الأب " مرقس 13 : 32 .
فلماذا لم يعرف هذا اليوم وتلك الساعة إذا كان متحداً مع الله في الذات والعلم ؟

64 - " وظهر له ملاك من السماء يقويه " لوقا 22 : 43 .
يا له من إله يواسيه عبيده !
ويا له من إله عبيده أقوى منه !
ويا له من إله عبيده أحكم منه !

65 - كيف إعتنق بولس النصرانية ؟
ذكرت هذه القصة ثلاث مرات في أعمال الرسل الذي يُظن أنه هو كاتبه : المرة الأولى 9 : 3 - 9 ، والمرة الثانية 22 : 6 - 11 ، والمرة الثالثة 26 : 12 - 18 .
وإذا قرأت هذه الفقرات بإهتمام تجد أنه لم يعتنق النصرانية ولكنه فقط ادعى ذلك :
رقم الإصحاح موقف المسافرين معه موقف بولس نفسه
9 : 3 - 9 سمعوا الصوت - لم ينظروا النور - وقفوا صامتين . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
22 : 6 - 11 لم يسمعوا الصوت ونظروا إلى النور . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
26 : 12 17 نظــروا النــور وسقطوا على الأرض . أعطاه المسيح الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى .

66 - متى مات يســوع ؟
تبعاً ليوحنا ( 19 : 14 ) كان يســوع في حوالي الساعة السادسة مازال واقفاً أمام بيلاطس للتحقيق معه ، وتبعاً لمرقس ( 15 : 25 ) كان يســوع قد مات قبل ذلك بثلاث ساعات ( الساعة الثالثة ) فهل مات عيسى عليه السلام حقاً ؟

67 - يقول بولس: "وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً" رسالة إلى رومية 4 : 5 .
ويرد عليه يعقوب قائلاً : " ما المنفعة يا إخواني إن قال أحد أن له إيمان ولكن ليس له أعمال ، هل يقدر الإيمان أن يخلص . . . . ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت . . . . " يعقوب 2 : 14 - 20 .

68 - من كان باكورة الذين قاموا من الأموات ؟
بالطبع يقول النصراني البسيط إنه المسيح ويستشهد على ذلك بقول بولس " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باقورة الراقدين " كورنثوس الأولى 15 : 20 .
أما ما قاله متى فعكس ذلك : " فصرخ يســوع بصوت عظيم وأسلم الروح وإذا حجاب الهيكل قد إنشق إلى إثنين من فوق إلى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القسيسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " متى 27 : 50 - 53 .
الجملة الأخيرة تترجم هكذا في اللغات الأجنبية ( الألمانية ) : " وخرجوا من القبور ، وبعد قيامته دخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " لاحظ إنتقال أداة العطف (الواو) فهي إما تجعل القديسين يعيشون ثلاثة أيام وثلاث ليال إلى قيامة يسوع في قبورهم ، أو تجعلهم ( كما في الترجمة الألمانية ) يعيشون خارج قبورهم ويدخلون المدينة المقدسة فقط بعد قيامته .
لاحظ كذلك قيامتهم قبل يســوع ، حيث قاموا فور موته !

69 - قد لاحظت من قضية قيامة يســوع أن الحجر الذي كان موضوعاً أمام المقبرة قد تدحرج ليخرج المقبور ، اقرأ بعد ذلك قول يوحنا 20 : 26 : " فجاء يســوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال سلام لكم " فلماذا كان إذن في حاجة إلي تدحرج الحجر إذا كان يمكنه الدخول عبر الأبواب المغلقة ؟ !

70 - عن من سفك دم المصلوب ؟
يقول مرقس 14 : 28 إنه " يسفك من أجل كثيرين " ويقول لوقا 22 : 20 إنه " يسفك عنكم" أي عن التلاميذ وأتباعه، ويقول يوحنا 6 : 51 "من أجل حياة العالم".

71 - ماذا كان طعام المعمدان ؟
"كان طعامه جراداً وعسلاً برياً" متى 3: 4 ويقول متى نفسه:"لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان " متى 11 : 18 .

72 - يقول متى : " وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً " متى 2 : 23 .
ويقول هامش الكتاب المقدس الألماني إنه لا يوجد في كتب الأنبياء أية إشارة إلى ذلك .

73 - يقول متى إنه عند تعميد يســوع " إنفتحت السموات له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتيا عليه ، وصوت من السماء قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت " متى 3 : 16 - 17 .

ويقول أيضاً : " وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي سررت ، له اسمعوا " متى 17 : 5 وأيضاً مرقس 2 : 7 . ويؤكد يوحنا أنه لم يسمع أحد صوت الله قائلاً : " والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته " يوحنا 5 : 37 فمن تصدق إذن ؟!

74 - كذلك كان رد فعل التلاميذ عندما سمعوا الصوت عند متى 17 : 6 أن " سقطوا على وجوههم وخافوا جداً " أما عند مرقس فلم يتملكهم الخوف لدرجة أنهم " نظروا حولهم بغتة ولم يروا أحداً غير يســوع وحده معهم " مرقس 9 : 8 .

75 - " وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير، وإذا أعميان جالسان على الطريق." متى 20 : 29 - 30 وقد جعل مرقس هذين الأعمبين واحداً فقط مع الأخذ في الإعتبار أن عيسى عليه السلام لم يمر بتلك البلدة إلا مرة واحدة . مرقس ( 10 : 46 ) .

76 - كذلك " كان واحداً من المذنبين المعلقين يجدف عليه " لوقا 23 : 39 .
" وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه " متى 7 : 44 .

77 - " وتقدم إليه يعقوب ويوحنا إبنا زبدى . . . فقالا له أعطنا أن نجلس واحداً عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك " مرقس 10 : 35 - 37 .
أما متى فيقصها كالآتي: "حينئذ تقدمت إليه أم إبني زبدى مع إبنيها وسجدت . . . قالت له إقبل أن يجلس إبناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك "

متى 20 : 20 - 21 .

فمن الذي رجاه : إبنا زبدى أم أمهما ؟ !

78 - يقول مرقس: "ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني آخـر غير مصــنوع بأياد" (مرقس 14: 57 - 58 ) وقد وصف مرقس هذه الشهادة بأنها زور على الرغم من أن يوحنا يؤكد أن يســوع قد قالها: "أجاب يســوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" يوحنا 2 : 19 .

79 - ماذا قال قائد المائة عن موت المصلوب ؟

قال : " كان هذا إبن الله " متى 7 : 54 .

وعند وحي لوقا قال : " بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " لوقا 3 : 47 .

ألا تعني هنا " إبن الله " عند متى " الإنسان البار " عند لوقا ؟ ألم يقل عيسى عليه السلام : " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليــكم ويطردونكم ، لكــي تكونوا أبناء أبيكــم الذي في الســـموات "؟ متى 5 : 44 - 45 .

ألا يعني هذا أيضاً أن إبن الله هو الرجل البار؟ أليست هذه مرتبة يمكن أن يصل إليها كل من يتبع قواعده هذه ( 44 - 55 ) ؟ ألم يدعُ تلاميذه أيضاً أبناء الله قائلاً : " إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " ؟ يوحنا 20 : 17 .
فلماذا لم يتحد إذن الحواريون معه ومع الله والروح القدس ؟
ألم يقل يوحنا : " أولاد الله أي المؤمنون بأسمه " ؟ يوحنا 1 : 12 .

80 - كذلك تتضارب الأناجيل مع أقوال بولس الذي يناقض العهد الجديد أيضاً في مسألة الختان. فمن المسلم به أن عيسى  خُتنَ عندمــا بلــغ ثمــانية أيام (لوقا 2: 21) .

وكان ملتزماً بشريعة موسى هو وأمه وحوارييه أيضاً من بعدهوقد قال الله في ذلك لإبراهيم: "وأما أنت فتحفظ عهدي أنت وسلك من بعدك أجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظون بيني وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم: إبن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم: وليد البيت والمبتاع بفضة من كل إبن غريب وليس من نسلك، يختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضتك، فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إذ قد نكث عهدي "تكوين 17 : 9 - 14. فهل يختن الآن الشعب النصراني أو قساوسته أوأساقفته ؟

الإجابة هي "لا"، لأنهم إتبعوا قول بولس الذي ألفى الختان والناموس وجعل بر الله وتقواه تُنال بالإيمان فقط دون الأعمال ( إنظر رقم 67 ) ثم لعن من تؤلهونه ، وكذب وافترى على الله بالقسوة وعدم الرحمة، إذ يقول: " المسيح إفتقدانا من لعنة الناموس إذا صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب :

ملعون كل من علق على خشب " غلاطية 3 : 13 ، وقال أيضاً : " فإنه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطيء " رومية 3 : 7 ، كما قال : " ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه" رومية 5 : 10 " يســوع المسبح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " رومية 3 : 25 .

" إن كان الله معنا فمن علينا ، الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين " رومية 8 : 31 - 322 .

81 - كيف يُقال أن عيسى " شرب الخمر ويدعي " الإنجيل تبعاً ليوحنا " أنه حول الماء إلى خمر ؟

أما قرأتم في شريعة موسى : " ولكم الرب موسى قائلاً : لكم بني إسرائيل وقيل لهم : إذا إنفرز رجل وإمرأة لينذر نذراً للرب ، فعن الخمر والمسكر يفترز ، ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ، ولا يشرب من نقيع العنب ، ولا يأكل عنباً رطب ولا يابساً كل أيام نذره ، لا بكل من كل ما يعمل في جفنة الخمر من العجم حتى القشر ، كل أيام نذر إفترازه لا يمر موسٌ على رأسه إلى كمال الأيام التي إنتذر فيها للرب يكون مقدساً ويربي خصل شعره " عدد 6 : 1 - 5 .

ولم يكن هذا للمنذور بعد ولادته فقط ، بل من بطن أمه ، فقد حرم الله عليه شرب الخمر والمسكر: "ها أنت عاقر لم تلدي ، ولكنك تحبلين وتلدين إبني، والآن فاحذري ولا تشربي خمراً ولا مسكراً ولا تأكلي شيئاً نجساً، فها إنك تحبلين وتلدين إبناً، ولا يعل موسٌ رأسه، لأن الصبي يكون نذيراً لله من بطن أمه" قضاة 13 : 3 - 5 .

كما قيلت أيضا في يوحنا المعمدان " لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن أمه يمتليء من الروح القدس " لوقا 1 : 15 .

ولا تختلف صورة عيسى عليه السلام عن هؤلاء الأنبياء ، فكل منهم كان فاتح رحم ( أي أول مولود تنجبه أمه ) ، وتقول شريعة موسى : " وكلم الرب موسى قائلاً : قدس لي كل بكر وكل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس و من البهائم . . . . فقدم للرب كل فاتح رحم . . . " خروج 13 : 1 - 2 ، 12 - 13 .

ويقول لوقا كذلك : " إن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب " لوقا 2 : 23 .

لاحظ أن سفر العدد لم يحدد إن كان ذكراً أم أنثى ، وعلى ذلك كانت السيدة مريم العذراء أيضاً منذورة لله ، لأنها أول فاتحة رحم ، وعلى ذلك لم تكن مخطوبة ليوسف النجار ولا تزوجته بعد ولادة عيسى عليه السلام ، والدليل ذلك قول عيسى عليه السلام لأمه وإبن أختها : " يا إمرأة هو ذا إبنك ، ثم قال للتلميذ هو ذا أمك " يوحنا 19 : 26 - 27 . فلو كانت قد تزوجت وأنجبت كما تقول الأناجيل لعاشت مع أولادها وليس مع إبن إختها .

وعلى ذلك كان عيسى عليه السلام أول فاتح رحم، لذلك لم يتزوج ـ، لذلك يصور دائماً بشعر طويل، لأنه لم يكن يحق له أن يقص شعره، وكذلك كان يلبس القميص غير المخاط، وهو لباس الكاهن المنذور لله (يوحنا 19 : 23) وكذلك لم يشرب الخمر ولم يحول الماء إلى خمر، الأمر الذي تنفق عليه الكنائس ملايين الدولارات سنوياً .

82 - يحكي سفر أعمال الرسل إرتداد بولس عن تعاليم عيسى عليه السلام والناموس ، فيقول : " وفي الغد دخل بولس معنا إلى يعقوب وحضر جميع المشايخ . . . . فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب ، وقالوا له أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين آمنوا وهم جميعاً غيورون للناموس [لاحظ أن هذا حدث بعد إدعاء بولس إعتناقه النصرانية!] وقد أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الإرتداد عن موسى [لاحظ أنه لم يقل عن عيسى، حيث ردّ الناموس إلى صاحبه، ولم يأت عيسى عليه السلام بجديد!] قائلاً أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد " أعمال الرسل 21 : 18 - 21 .

لاحظ أيضاً غيرة الحواريين على الناموس والشريعة ! لاحظ أيضاً إتهامهم له بتعليم ما يخلف الناموس وهو عدم الختان!

" فإذاً ماذا يكون ، لابد على كل حال أن يجتمع الجمهور لأنهم سيسمعون أنك جئت ، فافعل هذا الذي نقول لك : عندنا أربعة رجال عليهم نذر ، خذ هؤلاء وتطهر معهم وأنفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم فيعلم البجميع أن ليس شيء مما أخبروا عنك ، بل تسلك أنت أيضاً حافظاً للناموس، وأما من جهة الذين آمنوا من الأمم، فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لايحفظوا شيئاً مثل ذلك سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام والمخنوق والزنا " أعمال الرسل 21 : 22 - 25 .

" ولما قاربت الأيام السبعة أن تتم رآه اليهود الذين من آسيا في الهيكل فأهاجوا عليه كل الجمع وألقوا عليه الأيادي صارخين : يا أيها الرجال الإسرائيليون أعينوا ، هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضداً للشعب والناموس، وهذا الموضع حتى أدخل يونانيين أيضاً إلى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس لأنهم كانوا قد رأوا معه في المدينة تروفيمس الأفسسى، فكانوا يظنون أن بولس أدخله إلى الهيكل ، فهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب وأمسكوا بولس وجروه خارج الهيكل ، وللوقت أغلقت الأبواب، وبينما هم يطلبون أن يقتلوه، فنما خبر إلى أمير الكتيبة أن أورشليم

كلها قد إضطربت، فللوقت أخذ عسكراً وقواد مئات وركض إليهم، فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس " أعمال الرسل 21 : 27 - 32 .
لاحظ ايضاً رد فعل أمير الكتيبة هنا من أجل بولس ، مع أن بيلاطس وجنوده بما فيهم أمير الكتيبة هذا لم يحركوا ساكناً من أجل هياج الكهنة ورؤسائهم والشعب وخروجهم مسلحين للقبض على يســوع !

هذا هو بولس مخترع النصرانية أو قل البولوسية كما يسميه الكثير من علماء الكتاب المقدس، فقد أعتبر نفسه حوارياً بل أرفع من الملائكة أنفسهم : " ألستم تعرفون أننا سندين الملائكة ، فبالأولى أمور هذه الحياة " كورنثوس الأولى 6 : 3 .

هذا هو بولس القائل : " أظن أني أيضاً عندي روح الله " كورنثوس الأولى 7 : 40 وهذه الروح عنده فوق الكل حتى فوق الله نفسه ، لذلك قال : " الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله " كورنثوس الأولى 2 : 10 .

وهذا هو بولس الذي سيدين الملائكة ، ويفحص أعماق الله بروحه يئن ويتألم من أخطائه قائلاً : " فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن [أي في أعماقه] ولكني أرى ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي ، ويْحِي أنا الإنسان الشقي ، من ينقذني من جسد هذا الموت ، أشكر لله بيســوع المسيح ربنا ، إذا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية "رومية 7 : 22 - 25.

83 - وأنهي تعليقي بسؤال هام جداً طرحته من قبل في مناقشة لي مع أحد النصارى الذين أتوا إلىّ في سويسرا لدعوتي للنصرانية، وهو: لماذا تسمون أنفسكم مسيحيين ؟ هل نسبة إلى يســوع المسيح ؟

فكانت إجابته نعم .

قلت له : عيسى عليه السلام ذكر في القرآن بإسم " المسيح عيسى بن مريم " والمسيح هو الممسوح بالزيت المقدس، أي نبي الله .

ولكن لفظ المسيح ( أو المسيا ) الذي كانت تنتظره أجيال الأنبياء واليهود أنفسهم الذي يعرف أيضاً بإسم المسيح أو المسيا الرئيسي أو نبي الأمم كلها ( يوحنا 14 : 16 ) (وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد) لم يكن هو عيسى عليه السلام، لذلك سأل التلاميذ وهو يصلي معهم: "من تقول الجموع إني أنا ، فأجابوا وقالوا يوحنا المعمدان ، وآخرون إليا ، وآخرون إن نبياً من القدماء قام . فقال لهم وأنتم من تقولون إني أنا ، فأجاب بطرس وقال مسيح الله ، فانتهرهم وأوصى ألا يقولوا ذلك لأحد " لوقا 9 : 18 - 21 .

كذلك عند متى:"وحينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد أنه يســوع المسيح"16: 20.

بل إن الشياطين أرادت الكيد له وعرفته بسم المسيح فأخرسهم ولم يكن للشياطين إلا قول الكذب والإفتراء: "وكانت شياطين تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول أنت المسيح إبن الله، فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوا أنه المسيح" لوقا 4 : 41 .

بل أكثر من ذلك سأل عليه السلام بصيغة الغائب ( أي عن شخص آخر ) قائلاً : " ماذا تظنون في المسيح ، إبن من هو ؟ قالوا له إبن داود : قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح رب قائلاً : قال الرب [ الله ] لربي [ أي لسيدي ] أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك . فإن كان داود يدعوه رباً [ أي سيداً ] فكيف يكون لإبنه ، فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة " متى 22 : 41 - 46 .

أي لابد أن يكون هذا المسيح ( المسيا ) من نسل غير نسل داود ، حيث أطلق عليه داود سيدي، ولا يسمى الجد أو جد الجد إبن إبنه سيدي .

ومن المعروف أن عيسى عليه السلام من نسل داود فكان هذا إنكاراً لكونه المسيح (الرئيسي) ، أو يكون المسيح ( الرئيسي ) من نسل داود أي من نسل أسحق وبذلك يكون عيسى عليه السلام قد نفى بكل الطرق أنه هو المسيح (الرئيسي) أو المسيا.

ومن يكون إذن هو المســيا ؟

يقول المعمدان : " أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " متى 3 : 11.

" حينئذ جاء يســوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ، فلما اعتمد يســوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتيا عليه، وصوت من السماء قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" متى 3: 13- 17 وأيضاً مرقس 1 : 9 -11 .

وهنا يكون تأكد المعمدان من أوثق المصادر ( من الله نفسه ) أن عيسى عليه السلام هو المسيح ، فما كانت حاجته - لو حدث هذا فعلاً - أن يرسل إثنين من تلاميذه أثناء وجوده في السجن إلى عيسى عليه السلام ليسألوه : " أنت هو الآتي أم ننتظر آخر " ؟ متى 11 : 2 - 3 .

بالطبع لم يدع عيسى عليه السلام أنه هو المســيا كما رأينا أعلاه ، بل إنه قال إنه ليس أهلاً لأن يحل سيور حذاءه (بإنجيل برنابا) التي حُرِّفت وكتبت على لسان المعمدان لتتطابق النبوءة على عيسى عليه السلام ويكون اليهود في حلِّ من إنتظار نبي آخر، ينزع منهم ملكوت الله أي شريعتهم كما قال عيسى لهم: " لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ، ومن سقط على الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه " متى 21 : 43 - 44 .

وأهل العلم يعلمون أن المسيّا الرئيسى سيأتى ملكاً، مُحارباً، قاضياً، ومن أهم أعماله القضاء على الإمبراطورية الرومانية. لذلك حاول اليهود كثيراً أن يتصيدوه بأسئلة مثل: هل ندفع الجزية لقيصر؟ يامعلم قسم الميراث بينى وبين أخى؟ قبضنا على هذه المرأة تزنى فى نفس ذات الفعل، وموسى أوصانا أن مثل هذه تُرجم، فماذا تقول أنت؟

وقد كان عيسى يعلم مكرهم ومايرمون إليه فكانت إجابته دائماً دبلوماسية تنبههم إلى الخطأ الذى يقعون فيه، فعليهم أن يدعوا مالقيصر لقيصر ومالله لله.


فهرس مراجع المؤلف :

1. Beumer Johann, Die Inspiration der hl. Schrift, Bd. 1/3b des Handbuches der
Dogmengeschichte, Herder 1968.
2. Billerbeck, Kommentar zum Neuen Testament.
3. Braun Herbert, Gesammelte Studien zum Neuen Testament und seiner
Umwelt. Tübingen1962.
4. Delitzsch Friedrich, Die große Täschung, Stuttgart / Berlin 1921.
5. Encyclopedia Biblica, Bd. IV, von Harnak Adolf, Studien zur Geschichte
des Neuen Testaments und der alten Kirche, Bd. I. Zur neutestamentlichen
Textkritik, Berlin und Leipzig 1931.
6. Holzmann H. J., Einleitung in das neue Testament, 7. A., Tübingen 1931.
7. Käsemann Ernst, Exegetische Versuche und Besinnungen, Bd. I, Göttingen
1960.
8. Knierim Rolf, Bibelautorität und Bibelkritik, Gotthelf-Verlag Zürich 1962.
9. Nestle Eberhard, Einführung in das griechische Neue Testament, 4. A.,
Göttingen 1923.
10. Realencyclopädie für protestanische Theologie und Kirche 1897, Bd. 2,
Seiten 728 ff.
11. Schmidt Willhelm, Bibel im Kreuzverhör, Gütersloh 1963.
12. Schorer Jean, Das Christentum in der Welt und für die Welt, Wien 1949.
13. Schorer Jean, Pourquoi je suis devenu un chrétien libéral, 2. A., Genf 1971.


فهرس مراجع المترجم :

1- د. أحمد حجازى السقا، البشارة بنبى الإسلام فى اليهودية والنصرانية 1987.
2- د. أحمد حجازى السقا (تحقيق)، الفارق بين المخلوق والخالق لإبن سليم البغدادى 1987
3- اللواء أحمد عبد الوهّاب، المسيح فى مصادر العقيدة المسيحية 1988.
4- إختلافات فى تراجم الكتاب المقدس 1987.
5- حقيقة التبشير بين الماضى والحاضر 1981.
6- د. محمد شامة، بين الإسلام والمسيحية (كتاب أبى عبيدة الخزرجى) 1979
7- الشيخ رحمة الله خليل الهندى، إظهار الحق 1986.
8- الشيخ أحمد ديدات، من دحرج الحجر 1988.
9- هل الكتاب المقدس كلام الله 1989.
10- الصليب وهم أم حقيقة
11- الشيخ ابراهيم خليل أحمد (سابقاً القسيس ابراهيم خليل فيلبس راعى الكنيسة الإنجيلية
وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط)، محاضرات فى مقارنة الأديان 1989.
12- د. محمد مجدى مرجان، المسيح إنسان أم إله

ترجمة الأخ / ابو بكر

عودة